*- شبوة برس – صالح أبوعوذل
لا شيء يثير السخرية أكثر من مسؤول حكومي يرفع شعار "مكافحة الفساد"، بينما الناس يعرفون جيدًا قصص فساد وصلت إلى حد "خيانة الأمانة".
أذكر حكاية رواها لي قبل سنوات مسؤول في وزارة النقل اليمنية عن وزير كان يجلس على كرسيه في ذلك الحين. مجموعة هائل سعيد أنعم عرضت خطة لتوسعة ميناءها الخاص، واحتاجت لتأجير جزء من الميناء الحكومي بغرض توسعة صوامع الغلال. المفترض أن الوزير يضع شروطًا واضحة: حجم الاستثمار، الفوائد للدولة، عدد الوظائف الجديدة للشباب. لكن الوزير اختصر كل ذلك في ورقة بخط يده كتب فيها: "فلتان متشطبتان ومائتين ألف دولار أمريكي".
المضحك ليس في رفض المجموعة لهذه الصفقة القذرة، بل في انتظارها حتى تشكلت حكومة جديدة بقرار من الرئيس علي عبدالله صالح، وحصلت المجموعة على التوسعة — ربما بصفقة "أرخص بكثير".
المسألة هنا ليست مجرد قصص فساد أو نهب أموال عامة، بل أن الناس لم تعد تصدق أي خطابات عن "مكافحة الفساد". ما يحتاجه الناس اليوم ليس خطبًا ولا شعارات، بل أن يلمسوا تغييرًا حقيقيًا في حياتهم.
وإلا فكيف نفسر أن وزارة التجارة والسلطات المحلية في عدن ولحج وأبين لم تفتح حتى الآن أي تحقيق في قضية بيع "دقيق تالف" للمواطنين؟ هل كانت هذه من شروط الصفقات — الصمت مقابل تمرير كل شيء، وعلى أي شيء؟
#صالح_أبوعوذل