في مأرب: اعتقال طفل جائع عمره 10 سنوات بتهمة تدبير انقلاب على السلطة

*- شبوة برس – علي ناصر العولقي المحامي

ما يحدث في سجون مأرب التي تسيطر عليها ميليشيات الإخوان لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة إنسانية مكتملة الأركان، ووصمة عار في جبين كل من يتغاضى أو يصمت عنها.

خلف تلك الجدران تُكسر القوانين، وتُغتال العدالة، وتُسحق براءة الأطفال بلا رحمة.

الطفل عبدالله المريدي (10 سنوات) ليس مجرد اسم في سجل الضحايا، بل هو شاهد حي على وحشية لا تعرف الإنسانية.

جريمة اعتقاله بدأت من أمام أحد المطاعم، حيث كان يبحث عن وجبة عشاء، لكنها انتهت باعتقاله لشهرين كاملين في سجن إدارة أمن مأرب، تحت تهمة عبثية سخيفة: محاولة الانقلاب على السلطات. أي عار أكبر من أن يُتهم طفل بريء بمحاولة إسقاط سلطة مسلحة..!؟

هذه ليست واقعة فردية، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات، واعتقالات التعسفية التي تطال المدنيين بلا محاكمات، ويتم تعذيبهم نفسياً وجسدياً بهدف كسر الإرادة والإذلال.

إن ما ترتكبه ميليشيات الإخوان في مأرب لا يختلف عن جرائم التنظيمات الإرهابية، بل هو أشد قسوة حين تتحول مؤسسات يفترض أنها “أمنية” إلى أدوات اختطاف وتنكيل. مأرب اليوم تحولت إلى مقابر للأحياء.