ثمة فرق بين الأحرار اليمنيين الحقيقيين كأبي الأحرار محمد محمود الزبيري ورفيقه محمد أحمد نعمان،وزيد الموشكي،وكل تلك الثلة العظيمة، الذين حملوا قضايا شعبهم اليمني الشمالي، وناضلوا بكل السبل لتحريره من العسف الواقع عليه من قبل انظمة الحكم الظالمة بمختلف أشكالها ،ملكية اوتوقراطية ،أو جمهورية تحكمها ذهنية قبلية أبت إلا أن تبقيه تحت ظلم أشد، ربما، من ظلم نظام الحكم الامامي،وبين مواطنيهم الذين ثاروا في الجنوب من أمثال عبدالفتاح إسماعيل،وسلطان أحمد عمر،والشرجبي الشهير بمحسن وأضرابهم ليحرروه بينما كان شعبهم أولى بثورتهم!
لقد ناضل احرار اليمن في ما كان يسمى بالمملكة المتوكلية اليمنية ،ثم في الجمهورية العربية اليمنية ،ليس طمعا في سلطة ،او مال بل حبا في شعبهم الذي استشعروا معاناته جراء سياسات أنظمة الحكم ،فقد عزل نظام آل حميد الدين شعبهم عن العالم المعاصر ،وأذاقه صنوف القهر والفقر والأمراض الفتاكة،،ولم يتركه احراره الحقيقيون،وكان لديهم امل في أن يغير الأئمة سياساتهم ،ويصلحون نظامهم الذي يحكم بلادهم بذهنية القرون الوسطى.
واذ استشعر الأئمة خطر الأحرار اليمنيون،لاذوا بالعسف والتنكيل بحق الأحرار ،الذين امتدت أيادي بعضهم لتغتال الأئمة بدءاً من الإمام يحيى ،ثم نجله أحمد ،وتحمل الثوار تبعات تلك الأعمال البطولية ،حيث ذبحوا في الميادين أو في غياهب المعتقلات.
في عدن (صاغ ألأحرار اليمنيون عام ١٩٤٤م برنامجااحتوى على المطالبة باتخاذ إجراءات اقتصادية واجتماعية في البلاد بما يتفق مع قواعد الشريعة.)
كما (أسسوا تنظيمهم السياسي المعادي لنظام الحكم الامامي باسم (الأحرار اليمنيين,الجمعية اليمنية الكبرى)٢ ، ،وليكونوا قريبين من شعبهم يحرضونه على الثورة, لتغيير أوضاعه ،لم يركنوا إلى حياة الدعة والسكينة في عدن حيث الحياة مقارنة بالحياة في بلادهم جنة،ويوجهون نضالهم وجهة أخرى غير منطقية ،كما فعل غيرهم من المهاجرين اليمنيين الذين هان عليهم اهلهم في بلادهم حيث يتضورون جوعا ويموتون بالأمراض الفتاكة ،وبسطوة نظام عديم الرحمة!!!
لقد اغرت هؤلاء اليمنيون الحياة الجديدة في عدن ،وأنستهم معاناة شعبهم ،وانخرطوا في تنظيمات قومجية وماركسية ،اعطتهم مبررات لخوض غمار السياسة في الجنوب ،بحجة الوحدة العربية ،ولم يكتفوا بذلك ،بل لقد اوعزت بريطانيا الخبيثة لهم ولبعض مراهقينا السياسيين القومجيبن والمتمركسيين الجنوبيين بالحاق الجنوب العربي ببلادهم ،وكان هذا مبررا لهم لخوض غمار السياسة هنا في عدن،ليس لمقارعة انظمة بلادهم بل للاستيلاء على السلطة في الجنوب وللتأكيد بالتالي على يمنيته التي رفضها أهله ،وفرضها التآمر البريطاني واليمني!
وإذ أدرك شعب الجنوب وقياداته أن مايسمى بالوحدة اليمنية ما هي الااكذوبة ،بل ومؤامرة استهدفت استقلاله وعزته وكرامته ,ويخوض النضال مقدما التضحيات منذ بدء الاحتلال في ٢٢مايو عام ١٩٩٠م لاستعادة دولته ينبري لنا اليوم المستوطنون القدامى والجدد للنضال ضد الجنوب من داخله لابقائه تحت هيمنة بلادهم ،بينما اهلهم في ظل سيطرة الأئمة الجدد يعانون الأمرين، كما عانوا من سطوة آل حميد الدين وأكثر.
أليس حريا بكم ياهؤلاء التضال لتحرير شعبكم ،ولو من الجنوب كما فعل الأحرار اليمنيون الحقيقيون؟
لابأس من أن تتخذوا الجنوب منطلقا لكم لإقامة نظام حكم عادل. بدلا من ،لكن مقاومة الجنوب قضيته وقيادته' قاوموا حكامكم الظلمة وحرروا بلادكم وشعبكم منهم.
هامش ١,٢
راجع إن شئت كتاب ثورة ٢٦سبتمبر للمستشرقة الروسية (أيلينا جولوبوفسكايا)