العالم بدأ يتعامل مجددًا مع النظام في سوريا، رغم سنوات الحرب والدمار. أما اليمن، فما زال تحت العقوبات الدولية، والسبب واضح: حكومة ضعيفة مرتهنة لتنظيم الإخوان المسلمين، لا تمثل إرادة الشعب، ولا تملك قرارها السيادي.
في الجنوب، يشنّ بعض الحوثيين الجنوبيين والإخوان المسلمين الجنوبيين حملة ممنهجة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت يصمتون فيه عن فساد الحكومة وفشلها. هؤلاء لا ينتقدون مراكز النفوذ الحقيقية ولا يقتربون من الملفات السيادية، بل يصبّون كل هجومهم على الطرف الوحيد الذي يعمل على حماية الجنوب وتنظيم مؤسساته.
المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم أنه جزء من الشرعية بموجب اتفاق سياسي، لا يتحكم بمؤسسات الدولة ولا الموارد المالية، وبالتالي لا يتحمل مسؤولية تدهور الخدمات. لكن مع ذلك، فقد نجح في بسط الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب، وكان خط الدفاع الأول ضد الجماعات الإرهابية، التي ما زالت تشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن الوطني.
وفي خطوة تؤكد جدّية المجلس في محاربة الفساد، تم تكليف عضو هيئة رئاسة المجلس، فادي حسن باعوم، بإدارة ملف مكافحة الفساد. وهي خطوة مهمة جاءت استجابة لتطلعات المواطنين، وتعكس التزام المجلس ببناء مؤسسات نزيهة وشفافة. باعوم باشر تحركاته في هذا الملف الحساس، وبدأ بفتح قنوات تواصل مباشرة مع المواطنين والجهات الرقابية لرصد التجاوزات ومحاسبة المتورطين.
الهجوم المستمر على المجلس الانتقالي من قبل أدوات الحوثي والإخوان لا يخدم سوى مشاريع الفوضى والارتهان للخارج. هؤلاء لم يطرحوا بديلاً، ولم يقدموا رؤية، بل يكتفون بالتشويش والتضليل.
إن إرادة الجنوب تتجسد اليوم في مؤسسات المجلس الانتقالي، ولن تنكسر أمام حملات التشويه. الجنوب ماضٍ في طريقه لاستعادة قراره، ومكافحة الفساد، وبناء دولة تحترم شعبها وتعمل لأجله.
*- أبوزياد
14/05/2025