الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل

2025-04-27 07:45

 

عندما تكون القيادات أكثر انغماسًا في الماضي، بحيث تخصص 80% من حديثها واهتمامها لتلك الفترة، ولا تستطيع أن تدرك حاضرها بشكل كافٍ، وتخصص 15% فقط من تفكيرها للحاضر، بينما تتجاهل استشرافات المستقبل بنسبة 5% فقط، فإنها تفقد القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والعمل على تحقيق الأهداف.

 

في ظل هذه الظروف، يصبح من الصعب تحقيق أي تقدم أو إنجاز، لأن القيادات لا تستطيع أن ترى الصورة الكبيرة ولا تستطيع أن تتخذ القرارات الصحيحة. يبدو أن هناك حاجة إلى تغيير في القيادات أو في الطريقة التي تدار بها الأمور لتحقيق الأهداف المرجوة.

 

القيادات الناجحة هي تلك التي تستطيع الموازنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتخصص نسبة معقولة من تفكيرها لكل فترة. على سبيل المثال، يمكن أن تخصص 30% من تفكيرها لفهم الدروس المستفادة من الماضي، و40% لتحليل الوضع الراهن وتحديد الأولويات، و30% لاستشراف المستقبل وتحديد الأهداف والاستراتيجيات.

 

المتأمل لمعظم الأنشطة الجنوبية، سواء كانت سياسية أو مجتمعية أو تاريخية أو فكرية، يجد أنها تنصب على زمن ماضي. حتى عندما تأتي ذكرى أو مناسبة، نجعل منها محطة كبرى نتجمع عليها للتباهي والتذاكي والتبرير لفشلنا.

 

أنت قائد سياسي تنموي خدمي اجتماعي، دُعنا نحتفي بانجازاتك، بفكرك، بتخطيطك. دعنا نعرف ما هي استراتيجيتك، استشرافك للمستقبل. ما هي رؤيتك ل 25، 30 سنة قادمة؟ ماذا أنجزت في عامك المنصرم، وما خططت للعام المقبل؟ كن سياسياً كما ينبغي، أو اترك المجال لمن هو أقدر على ذلك.

 

الثورات ليست وصية أو صكاً بها، وبناء الأوطان ليس حكراً أو ميراثاً لأحد. دعونا من الحديث المكرر والمواضيع المستهلكة. أبهرونا بشيء جديد، حفزونا بنصر أو إنجاز كبير. فقد سئمنا من أحاديثكم المبتذلة وتصريحاتكم الهزيلة.

 

*- د. صبري عفيف