الجنوب العربي في قلب الصراعات الإقليمية والدولية

2025-04-06 06:21

 

في ستينات القرن الماضي وبعد التدخل المصري  لجمال عبد الناصر وقلب نظام الحكم الملكي في المملكة المتوكلية اليمنية  التي أخذت على عاتقها مهمة العمل على إعادة الخلافة الإسلامية بنسخة شيعية منذ عام1930ودخلت في سباق مع الملك عبد العزيز  بن عبد الرحمن آل سعود الذي أخذ على عاتقه مهمة توحيد الجزيرة العربية والخليج العربي منذ عام1932م وكان السباق قويا وعنيفا احيانا بعد توقف الحرب التي اندلعت عام1933بين المملكتين بسبب الخلاف على تعريف  (الجهوية اليمانية) التي تم ترسيم الحدود  بينهما في معاهدة الطائف عام 1934م وبموجبها ظهر مصطلح مسمى (اليمن السياسي)  وتنازلت مملكة اليمن عن أية دعاوي لها باسم اليمن والوحدة اليمانية شمالا مع السعودية  ولكن اتجه السباق جنوبا نحو الخليج والجنوب العربي بسبب وجود الاستعمار البريطاني الذي تعتبره كلا المملكتين كافرا وتحرض عليه شعوب تلك المناطق وامتد التسابق من استخدام (الرشي) والأموال لشيوخ القبائل وتزويدهم ببنادق  (النشمي) من جانب السعودية وبنادق (الشامي) من جانب اليمن السياسي وفي هذا الصراع  حدث الانقلاب العسكري عام1962 وجاء نتيجة له تدخل الجيش المصري وانقسام  النظام إلى جمهوري مدعوم من جمال عبد الناصر وملكي مدعوم من الملك فيصل بن عبد العزيز وكانت أعين جمال على الجنوب العربي وعلى الخليج للإطاحة بالنظام السعودي   من خلال العمل على ضرورة( يمننة) الجنوب العربي  إذ  وجد أن لامدخل له إلى الجنوب العربي  الذي يوشك على حصوله على الاستقلال  في يناير 1968م  غير تصدير (الفوضى) اليه وتشكيل الجبهات الجنوبية وفرض (اليمننة عليها) كشرط بالتفاهم مع الجمهوريين في اليمن  السياسي لدعمها وتسليحها وتصدير نشاطها إلى الجنوب العربي.. 

 

وهكذا وضع وجده (اطفال) الجنوب العربي مريحا لهم فليس اسهل من التخريب والقتل ونجحت الخطة جنوبا بعد فشلها شمال اليمن السياسي وانهزم جمال عبد الناصر وانتصر إلى حين (اطفال) الجنوب باسم الثورة باستلام استقلاله وتغيير هويته واسمه وتاريخه منذ نوفمبر1967حتى 22مايو 1990م.. 

 

والوضع ينسحب ويتكرر  اليوم على إيران والأطراف اليمنية الراهنة  التي ترى أنها أقرب إلى إيران من السعودية ودول التحالف العربي  لادراكهم أن إيران بعد نجاحها  في  اربع عواصم عربية لن تتخلى عن ذلك النجاح مجاملة للسعودية أو الصين أو حتى روسيا فلعاب إيران يسيل لوصولها إلى مياه الجنوب العربي الدافئة  والخليج العربي  والحرمين الشريفين وليس لديها من سبيل غير  دعم تمسك كل الأطراف اليمنية بالجنوب العربي لهذا يستحيل أن الطرف اليمني في الشرعية يعمل اي شيء  لهزيمة الحوثيين وكلاء إيران الأقوياء في المنطقة أمام التحالف الذي أصابه الهزال بسبب سياسات أحد أطرافه ومفوضيه المضطربة والخاطئة .

 

 الباحث/علي محمد السليماني

5ابريل2023