السيطرة على الإعلام سياسة لمحو الهوية

2013-09-13 11:41

 

اليمن ، سبأ ، يمانية ، يمانيات ، اليمن اليوم ، يمن شباب ، سهيل ، السعيدة ، العقيق ، آزال ، معين ، يسر ، الساحات ..

 

حتى المجنون سيدرك ان هناك ظلم ونهب ومحو لهوية الجنوب الثقافية والفكرية والتاريخية إعلامياً عندما يدرك ذلك المجنون ان تلك الاسماء أعلاه عبارة عن قنوات فضائية يملكها نظام صنعاء هو وأبناءة وحاشيته ومتنفذيه منذ إنشاء قمر النايل سات قبل عدة سنوات لتروج أفكارهم وتراث شعبهم المخزي أمام العالم بأسم (اليمن الواحد)!! وكأنه يبين للشعوب ان هذا هو فننا وتراثنا وثقافتنا وتاريخنا نحن اليمنيين من المهرة إلى صعدة!! .

 

حاولوا هؤلاء المرتزقة بكل الوسائل تحت مسمى قناة يمانيات الفضائية إبادة تلفزيون عدن العريق والذي أكمل في وقتنا هذا عقده الخامس حيث يعد الاقدم على مستوى الجزيرة العربية وإبادة ذلك الاسم الشهير في تاريخ الاعلام العربي من خلال تسمية القناة الفضائية الجديدة بإسم يمانية وبعدها تم تغييره إلى تلفزيون عدن ولكن لم يغير الاسم في قوائم القمر الاصطناعي النايل سات وبقى كما هو (يمانيات) في مؤامرة إستباحت كل ماهو جميل في الجنوب ، وجعل تلك القناة لأنها تبث من عدن تعمل بأجهزة تصوير ومونتاج وإستوديوهات بدائية جداً مقارنة بقنواته .

 

كيف فعل نظام صنعاء وأعوانه كل ذلك ؟!!

 

قام بإنشاء قنوات فضائية خاصة به بأسم اليمن الواحد وتبث من صنعاء والبعض الآخر من دول أخرى في سيطرة واضحة على الاعلام ، وقام بدفع مبالغ طائلة من أموال الجنوب الحبيب لشراء أجهزة متطورة في صناعة المونتاج والاخراج والفبركة وأتى بعمالة في تلك القنوات من الجمهورية العربية اليمنية لا يفقهون شيئاً في الاعلام وأقصى جميع كوادر الجنوب الاعلامية والفنية والثقافية ليوحي للعالم بأن الكوادر التي تعمل في قنواته هم الافضل في اليمن ! ، ولم يكتفي بدفع تلك المبالغ على القنوات بل قام أيضاً بدفع مبالغ طائلة على إنتاج المسلسلات والبرامج المنوعة وتصويرها وتوظيف ممثلين ومذيعين من (ج-ع-ي) الاغلبية منهم تغلب عليهم روح الجهل والتخلف ، وألبسهم (الجنبية والقميص والكوت وباقي الشعاطير مع ورقة قات!!) ويرقصون رقصة البرع ، وجعلهم يتحدثون بلهجتهم أو دعونا نطلق عليها في مقالنا هذا بـ لغتهم لأن العرب لايفهمونها!! ، ثم عرضها على العالم بأسم الجمهورية اليمنية الموحدة -حسب قوله- أي من المهرة إلى صعدة حتى يقتنع العالم بأن ثقافات شعب الجمهورية اليمنية من المهرة إلى صعدة هي تلك الثقافة العمياء الممزوجة بالقبلية المتخلفة وان لهجتهم هي تلك اللغة الغريبة (لغة الشماليين) ، ويرجع السبب إلى ان الاعلام هو بأيديهم فتصرفوا بنا وكأننا عبيد لهم ولا يوجد لنا تاريخ وثقافات وفنون وجعل الكثير من الفنون الجنوبية كالقصائد والالحان عرضة للنهب من قبل فنانين في دول أخرى دون ان تحرك وزارته الثقافية ساكناً حقداً على الجنوب لأن فنهم –فن الشماليين- غير مقبول في العالم ، كل ذلك من أجل محو كل مايثبت هوية الجنوب كأنه لايدري بأن من الجنوب إنطلق امرؤ القيس والقمندان والمحضار وأحمد قاسم وبلفقيه وكثير من نوابغة الفن العريق ، كما ان الاسلام إنتشر  في شرق آسيا وافريقيا على أيدي الجنوبيين الحضارمة والعالم يدرك ذلك ويعلم عن تاريخ الجنوب وفنونه وثقافاته المتعددة الرائعة التي تتميز بالابداع .

 

فمثلاً ان اتجهنا قليلاً إلى حضرموت وهي أكبر محافظات الجنوب مساحة وأوسعها ثقافة فهي غنية برجال الدين وأثراها ثروة طبيعية ومالاً وفنوناً ، فسنجد بأنها لا توجد بها حتى قناة فضائية واحدة! بالرغم انها تحتاج إلى أكثر من قناة فضائية تختص بفنونها المتعددة كالثقافة الاسلامية والتاريخية والفنون الغنائية والشعرية والاقتصاد .. وجميع محافظات الجنوب كذلك .

 

ان ذلك النظام المغفل يظن بأن أساليبه هذه ستنجح على مر العقود في تغيير أفكار وثقافة الجنوبيين ولايفهم بأن أبناء الجنوب تجمعهم أصالة وعراقة تاريخ ، حيث رأينا إعلام صنعاء يصطنع ويطبل وينشر الاكاذيب والخزعبلات وبأن 22مايو1990م يعتبر (ميلاد وطن) وقام بعدم ذكر كل مايخص الجنوب كدولة قبل ذلك التاريخ وكأننا نحن الجنوبيين ولدنا وبعثنا لأول مرة في 22مايو1990م !! ونسى بأنه كانت هناك دولة في الجنوب قائمة ذات سيادة وذات نظام وقانون اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دخلت في مشروع الوحدة مع دولته (الجمهورية العربية اليمنية) وقد فشلت تلك الوحدة في 1994م ثم قام بإحتلالها بالقوة والعالم يشهد بذلك .

 

بعد ان احتلت قوات (ج-ع-ي) جنوبنا الحبيب في العام 1994م تم إقصاء كوادر الجنوب الاعلامية والثقافية والفنية مما اضطرت أغلب تلك الكوادر إلى الغربة والعمل في الخارج مع قنوات فضائية عربية وعالمية شهيرة وقد أبدعت وتبوأت أعلى المناصب فيها ، وهذا دليل إثبات على خبرة الكوادر الجنوبية في مجالاتها .