لفت نظري "برقية عاجلة" موجهة من أحزاب ومنظمات مجتمعية من مأرب إلى الرئيس عبدربه منصور هادي.. مفادها الرفض رفضاً قاطعاً بتغيير محافظ مأرب، كون تغييره في هذه الفترة سيؤثر تأثيراً سلبياً على الجيش والمقاومة في مأرب، حد قولهم.
ومن هذه البرقية إستجمعت بعض ماحدث ويحدث في حضرموت اليوم. فبالأمس رُفِعَت صور المسؤولين والقادة الذين قاموا بمسك زمام الامور بساحل حضرموت في وقت صعب بعد رحيل القاعدة، وسمعنا خطاباتهم بأن الجميع متّحدين ويدهم واحدة لأجل حضرموت.. فجميعهم يتفاخرون بما حققوه من إنجازات عظيمة..
قبل أيام أصدر الرئيس هادي قرار يقضي بإقالة محافظ محافظة حضرموت (احد القادة الابطال الذين إختلطوا مع الناس -كما يصفه الكثير- ورُفِعَت صُوَره في الشوارع والمهرجانات)..
فجأة توالت البيانات من داخل حضرموت، تهنئ حكومة الشرعية وتبارك بإقالة المحافظ وتعتبره بالقرار الصائب، وآخرين يصفقون لذلك القرار.. بينما هناك من هو حزين ومتأسف بحلول هذه الإقالة، خاصة في هذا التوقيت..!!
لا أدري كيف يُسمح لتلك الشرعية إعطاءها فرصة للتحكم فينا، لتكتشف ثغرة فرقتنا وتشرذمنا في حضرموت.. وبتأييد من بعض أبناؤنا..!
سأتحدث هنا بحيادية ولست مجاملاً لأي طرف. فمثلاً؛
شاهدت وتابعت في هذه الفترة بعض الإعلاميين والمهتمين الذين يتبعون ويميلون إلى المسؤول الفلاني أو القائد الفلاني أو الجناح الفلاني.. يهاجمون المحافظ المقال -قبل وبعد الإقالة- على صفحات التواصل الإجتماعي وينعتونه بألفاظ غير طيبة، وبعضهم يستخدم الهجوم المستعار الغير مباشر، ويكيلون وينشرون الفتن.. بالرغم انه أحد الأبطال كما يصفه الكثير، لا أدري هو سباق على السلطة أم أحقاد ونفاق مازال موجود في داخل تلك الجماعات والأطراف.. أم ان هناك فساد عاثهُ المحافظ السابق..؟!
توقعت ان هناك برقيات عاجلة من جميع أطياف المجتمع الحضرمي، سيتم إرسالها للرئيس هادي، تنصحه بعدم المساس بحضرموت وأمنها وحكامها الذين قبضوا على حضرموت في أوقات صعبة وعصيبة كما فعلت محافظة مأرب.. توقعت ان الشارع سيثور لمثل تلك القرارات التي تمس قادات حضرموت مثلما ثارت عدن للزبيدي.. توقعت مواقف ثابتة كثيرة..
لكن ماحصل العكس..! ليس دفاعاً عن المحافظ السابق أو المسؤول والقائد الفلاني، ولكنه مجرد إختبار لأطياف ومكونات وأحلاف حضرموت المختلفة، فإستنتجت ان هناك تشرذم وتعصب داخلي تعيشه المحافظة بين تلك الجماعات والأحزاب والأحلاف وبعض المسؤولين.. كلاً يمشي في طريق مختلفة، والعجيب في الأمر ان جميعهم يقولون لك في خطاباتهم الرنانة؛ نحن نعمل لخدمة حضرموت..! فعلاً قد نسمع ونشاهد ذلك أمام أعيننا عندما ننصت إلى كلامهم، ولكن لو تعمقنا وبحثنا عن المستور، سنكتشف مدى الفجوة التي نعانيها..
أرجو من جميع الحضارم بشتى طوائفهم ومكوناتهم وأحزابهم، ان يكونوا عوناً لهذه الأرض ويأخذوا الدروس من الماضي، ويكونوا يداً واحدة بعيداً عن التشرذم والتفرق، كي لايستطيع الأعداء الإنقضاض والسيطرة على الثروات وخلق أي صراعات، وإصدار الأوامر والقرارات الكيدية لنشر الفتن بين القيادات الذين لهم بصمة في حضرموت.. وأرجو أن لايتكرر ذلك مع أي مسؤول آخر، يبحث عن المصلحة الحقيقية لحضرموت وأهلها.