في تقريرنا اليوم، نسلط الضوء على قضية ساخنة تهدد مستقبل التعليم الحكومي في محافظة لحج. قرار صادر من محافظ المحافظة بمصادرة أرض تابعة لجامعة لحج الحكومية لصالح إنشاء جامعة أهلية، يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأنظمة المعمول بها. هذا القرار، الذي تم اتخاذه دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة، يهدد بزعزعة أسس التعليم الحكومي في المحافظة.
*تفاصيل القضية
جامعة لحج الحكومية، التي تأسست لتكون صرحاً علمياً يخدم أبناء المحافظة والمناطق المجاورة، تمتلك أراضٍ مسجلة قانونياً تابعة لها. هذه الأراضي تم تخصيصها لأغراض تعليمية بحتة، بما في ذلك التوسع المستقبلي وإنشاء مرافق جديدة لخدمة الطلاب. إلا أن القرار الأخير بمصادرة جزء من هذه الأراضي لصالح إنشاء جامعة أهلية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون.
*تداعيات القرار
1. *إضعاف جامعة لحج الحكومية*: قرار مصادرة أرض الجامعة يضعف قدرتها على التوسع وتحسين خدماتها التعليمية. هذا سيؤدي إلى تراجع جودة التعليم المقدم، مما يؤثر سلباً على آلاف الطلاب الذين يعتمدون على هذه المؤسسة للحصول على تعليم عالٍ مجاني أو بتكلفة منخفضة.
2. *تفاقم الفجوة الطبقية*: إنشاء جامعة أهلية على حساب الجامعة الحكومية سيعمق الفجوة بين القادرين على تحمل تكاليف التعليم الخاص وغير القادرين. هذا يهدد مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
3. *تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية*: قرار كهذا يرسل رسالة سلبية للطلاب والمجتمع بأن التعليم الحكومي لم يعد أولوية. هذا قد يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية ودفع الطلاب نحو التعليم الخاص، الذي غالباً ما يكون مكلفاً وغير متاح للجميع.
*التبعات القانونية والقضائية
محافظ لحج، الذي اتخذ هذا القرار، يتحمل تبعات قانونية وقضائية كبيرة. القرار يعد مخالفاً للقوانين التي تحمي الممتلكات العامة، وقد يعرضه لمساءلة قضائية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم اتخاذ إجراءات تنفيذية ضد القرار، بما في ذلك إلغاؤه واستعادة الأرض لجامعة لحج الحكومية.
*الحلول المقترحة
1. *إعادة النظر في القرار*: يجب على الجهات المسؤولة إعادة تقييم هذا القرار والاستماع إلى أصوات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحلي. إذا كان الهدف هو تطوير التعليم، فيجب أن يتم ذلك دون الإضرار بالجامعة الحكومية.
2. *تعزيز التعليم الحكومي*: بدلاً من إنشاء جامعة أهلية على حساب الجامعة الحكومية، يمكن توجيه الاستثمارات نحو تطوير جامعة لحج وتحسين بنيتها التحتية وبرامجها الأكاديمية.
3. *ضمان الشفافية*: يجب أن تكون عملية صنع القرار شفافة وتشاركية، مع ضمان أن تكون المصلحة العامة هي المحرك الأساسي لأي قرارات مستقبلية.
*الخاتمة
قرار اغتصاب أرض جامعة لحج لصالح إنشاء جامعة أهلية يمثل انتكاسة للتعليم الحكومي وتراجعاً عن مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم. يجب أن يكون التعليم حقاً للجميع، وليس سلعة يتحكم فيها المال الخاص. إن استمرار مثل هذه الممارسات سيؤدي إلى تدهور التعليم الحكومي وزيادة التفاوت الاجتماعي، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة. لذا، من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح هذا المسار وحماية مؤسساتنا التعليمية من الاستغلال والتفكيك