الأخطاء في الحروب نتائجها خطيرة فالحروب هي فرض الحوار بالقوة وينتج عنها الحلول بالحوار السياسي بينما تؤدي الأخطاء في الحرب إلى نتائج عكسية منها إطالة أمد الحرب وظهور تجار حروب منتفعين منها يعملون على عدم تحقيق الحسم العسكري وعدم الرغبة في إيجاد اية حلول سياسية لأن الحرب تم إقراغها من أية مضامين تستهدفها وأمست مشروع استثماري مربح .. حتى إذا جاء دور الحلول السياسية والحالة كما هي فأن المنتصر يفرض شروطه وتحالف عاصفة الحزم اخطأ في تمكين الشرعية (الشماليين) في الجنوب بعد انتصار الجنوب على الحوثيين والعفاشيين في27رمضان عام1436هجرية وبدلا من تمكين الجنوبيين من إدارة شئون بلادهم وتفريغ الشماليين لتحرير بلادهم مكن التحالف الشرعية من حكم الجنوب وظلت الشرعية مشغولة باحتلال الجنوب ومركزة جهودها على تحقيق هذا الهدف ومحاصرة شعب الجنوب ومفوضه الانتقالي الجنوبي متفرغة لتفريخ مكونات هلامية جنوبية للتشويش على القضية الجنوبية وحصار شعب الجنوب في كل المجالات واستثمار المساعدات والمنح والودائع المالية لمصالحها الشخصية واهملت تحرير بلادها الشمال ولم يعد ذلك في وارد اهتماماتها.. بل من خلال الشرعية تحصل الحوثيون على سلاح ضخم تلقته من التحالف تحت حجة هزيمتها في (معارك مارب والجوف وتبة نهم والخوخة ) .. وبطرق ملتوية تسربت بعض المعونات المالية التي تحصلت الشرعية عليها من المانحين ومن الودائع السعودية ومن عائدات موارد الجنوب بلغت حسب تقارير نشرت مؤخرا زهاء 40مليار دولار مكنتهم من شراء المسيرات والصواريخ وتعزيز اقتصادهم ..كما لجأت الشرعية إلى تحويل قرابة ستة مليون مواطن من الشمال إلى الجنوب لتخفيف الضغط المعيشي والخدماتي على الحوثيين تحت حجة النزوح من الحرب ..مما مكن الحوثيين من الصمود عشر سنوات وجعلهم يملون شروطهم على التحالف العربي ممثلا بالسعودية والإمارات في خريطة السلام عند البحث عن الحلول حتى تمادوا الى التعرض للأساطيل الحربيةالدولية في البحر الاحمر وهنا اوجدوا معادلات دولية جديدة استوجبت تدخل ترامب كتاجر جشع عرقل خريطة طريق السلام بإدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية مما يجعل ممن يتفاوض معهم مباشرة وكأنه يتحدى القرار الترامبي.. وبدون شك ترامب والقوى الدولية ستدخلهم ضمن الصراعات الدولية في المنطقة كورقة مساومة واستثمار مدر للأرباح الكبيرة .. وستسحب ملفهم من ايدي السعودية لتوظيفهم ضدها بل بات الحل في اليمن بعيد المنال ربما لعقد قادم من الزمن ولن تأثر عليهم قرارات ترامب اعتبارهم منظمة إرهابية لأن الحوثيين ليس لديهم أموال يمكن حجزها كما أن الشرعية الضعيفة تسهل الكثير مما يتصعب عليهم وهذا احد الأسباب التي جعلت الشرعية تستميت على سيطرتها من خلال المنطقة العسكرية الاولى على طريق التهريب تحت حراستها عبر منافذ برية وبحرية تقع تحت سيطرة المنطقة العسكرية الاولى.. وهكذا هي الأخطاء في كل الحروب تؤدي غالبا إلى خسائر كبيرة واحيانا الى الهزيمة .
الباحث/علي محمد السليماني