الدولة لا تُبنى بالتفرد،، ولا الإقصاء..بل بالشراكة والتوافق السياسي..!
في كل مرة تخيب الآمال وتتحطّم الأحلام ولنفس الأسباب، حسابات خاطئة وخطط ارتجالية في صراع وجودي لاحتكار السلطة بلا ضوابط ولا محرّمات سرعان ما يتمخّض عن هيمنة وإقصاء،
فالشعب الجنوبي يستشعر الحاجة إلى استعادة الدولة، بعد أن تلمسوا مأساة غيابها، ولذلك بدأ التحول في خطاب الطبقة السياسية، لكنه لم يتحول إلى سلوك عملي في المواقف السياسية،
حيث لا يمكننا الحديث عن استعادة دولة الجنوب العربي في ظل استمرار نهج التفرد بالقرار وتهميش بقية القوى والمكونات السياسية الجنوبية، فالدولة ليست مشروعاً لفئة أو مكون بعينه، بل هي كيان يعبر عن إرادة جميع أبنائها، ولا يمكن بناؤها على الإقصاء أو الاستعلاء السياسي.
إن استعادة الدولة الجنوبية لن تتحقق إلا عبر:
1) التوافق السياسي: وهو ضرورة لا غنى عنها لضمان شمولية التمثيل لكافة القوى السياسية الجنوبية، ما يضمن وحدة الصف والقرار الجنوبي.
2) التمثيل الشامل: يجب أن يكون لجميع القوى السياسية والاجتماعية دور في رسم ملامح مستقبل الجنوب، فلا يمكن بناء دولة على حساب تغييب أو تهميش مكون بعينه.
3) التعاون الدولي: فالدعم الدولي والاستقرار السياسي لا يأتيان من الفراغ، بل عبر تقديم نموذج ديمقراطي قائم على الشراكة والحوكمة الرشيدة.
4) التعاون الاقتصادي: والذي يتطلب بيئة سياسية مستقرة تضمن تكافؤ الفرص وتعزز التنمية المستدامة.
الشراكة مفتاح النجاح
لا يُبنى الوطن بالتخطيط النظري فقط، بل بتطبيق عملي يضمن مشاركة الجميع دون استثناء. فالاستفراد بالقرار يولد الانقسامات ويعرقل الجهود الوطنية، بينما تُسهم الشراكة الحقيقية في ترسيخ ثقافة النجاح وبناء دولة قادرة على خدمة شعبها.
أن المرحلة تتطلب تكامل الجهود، وحل الخلافات بالحوار وليس التصعيد، الدولة القادمة لا يمكن أن تكون ملكًا لفصيل دون غيره، بل يجب أن تكون للجميع، بالشراكة والتوافق، لا بالإقصاء والانفراد بالقرار..
ووفقاً لهذه المعطيات لا يمكن الحديث عن استعادة الدولة او استنساخ تجارب من دول أخرى لكسب معركة استعادة الدولة، لأن معطياتها أمنية واقتصادية، وأبعادها سياسية، ولذلك حلولها تنحصر بالتمثيل الشامل لجميع القوى السياسية والاجتماعية في رسم ملامح مستقبل الجنوب...!!
الجنوب سيظل حراً أبياً
✍️ ناصر العبيدي