قبل الخوض في حديثنا حول عودة الرئيس عيدروس الزبيدي إلى عاصمة الجنوب "عدن"، من الضروري التساؤل: هل ستكون هذه العودة نقطة تحول حقيقية في المشهد السياسي والاقتصادي؟ وهل سيمتلك القدرة على إحداث التغيير الجذري المطلوب؟
أهمية عودة الرئيس الزبيدي..
تعتبر عودة الرئيس عيدروس الزبيدي خطوة إيجابية في مسار النضال الجنوبي، فهو قائد مناضل جسور يمتلك الرؤية والقدرة على قيادة شعب الجنوب نحو استعادة استقلاله. لقد كان له تاريخ طويل في النضال، حيث قاد العديد من المبادرات والحركات لتحقيق هذا الهدف، عودته لا تعزز فقط الوحدة الجنوبية، بل تسهم أيضًا في رفع الروح النضالية بين أبناء الجنوب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس الزبيدي يتمتع بالحكمة والتفاني في قضيته، ما يجعل عودته لحظة حاسمة لتعزيز مسار النضال وترسيخ مشروع الاستقلال ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، وتتطلب منه اتخاذ قرارات جريئة تعكس تطلعات الشعب الجنوبي.
أولويات تصحيح مسار المجلس الانتقالي الجنوبي..
حتى نتفادى أي صدام جنوبي-جنوبي، يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يختار بين خيار "العدالة والقانون" أو الاستمرار في الشراكة مع الشرعية الوهمية، وإذا كان الخيار هو المضي قدمًا نحو الاستقلال، فإن ذلك يتطلب الخطوات التالية:
1) إعلان الحكم الذاتي للجنوب: كخطوة استراتيجية لتثبيت السيطرة السياسية والإدارية.
2) تشكيل مجلس عسكري: يكون مسؤولًا عن تأمين الجنوب، خاصة بعد تعيين متحدث عسكري رسمي.
3) تشكيل حكومة جنوبية مصغرة: تضم ممثلين من الحركات الجنوبية الوطنية.
4) إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى: الذي يتولى إدارة الموارد الجنوبية وإنشاء صندوق سيادي لحماية الثروات.
5) تفعيل الجمعية الوطنية: لضمان قيامها بدورها التشريعي والرقابي بفاعلية.
6) إعادة هيكلة الدائرة السياسية للمجلس الانتقالي: من خلال إدخال كفاءات جديدة قادرة على مواجهة التحديات السياسية الحالية.
7) تطعيم القيادة العليا للمجلس الانتقالي بمستشارين أكاديميين: في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية لضمان اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على أسس علمية.
السيطرة على موارد عدن وتأمينها تدريجيًا: كخطوة أولى نحو تحرير باقي أراضي الجنوب وتأمينها.
ختاماً
إن تنفيذ هذه الخطوات سيعزز الثقة الشعبية بالمجلس الانتقالي، ويدفع أبناء الجنوب إلى الالتفاف حول مشروع الاستقلال، بما يحقق الأهداف الوطنية المنشودة.
هذه الرؤية المتواضعة تُطرح للنقاش، حيث يمكن الإضافة والتعديل بما يحقق مصلحة الجنوب، الأهم أن يكون هناك نافذة للحوار والاستماع لكافة وجهات النظر، ورفض أي محاولات لتمرير مشاريع تتعارض مع تطلعات الشعب الجنوبي وتضحيات شهدائه...!!
النصر حليفنا بإذن الله تعالى.
الجنوب سيظل حراً أبياً.
✍️ ناصر العبيدي