يقال من الغباء أن تعيد تكرار التجربة مرات عدة وتطلع عند كل مرة بنفس النتيجة، ذلك ما أشار إليه القيادي في الانتقالي د. ناصر الخبجي في حديثه مع مركز صنعاء التلفزيوني إذ لخص أسباب الفشل في إدارة الوضع في الجنوب تحديدًا بعجز الرئاسي خلال سنوات خلت من إنجاز مسودة داخلية تنظم علاقته بالهيئات المختلفة مشيرًا في الوقت نفسه بعدم تنفيذ ما اتخذ من قرارات سواء توافقية أو نحوها ناهيك عن التفرد باتخاذ القرار من رئيس المجلس الرئاسي وكذا علاقة المجلس بالحكومة.
إذن وسط كل تلك العوامل كيف يمكننا أن ننتظر حلولًا ناجعة للأوضاع الاقتصادية والسياسية والعسكرية إذا كانت تلك الهيئات لا تمتلك رؤية لمعالجة الأمور التي تشهد تداعيات متسارعة خصوصًا على الصعيد المعيشي، هل من المعقول أن يشهد الوضع تكرارًا لنفس الهيئات السابقة مع علمنا بفشلها وعجزها.
في الواقع هي الجنوب المتضررة مما سلف ومن أداء السلطات الصورية والانتقالي للأسف يظل الواجهة، طالما قبل بتلك المعادلات شديدة الاختلال بحكم أطرافها المتباعدة.
وخسارة الانتقالي لقواعده الشعبية من الأشياء اللافتة في مسارات رئاسة وحكومة كل منهما بعيدًا عن الآخر وكل البعد عن واقع المجتمع.
فما نواجهه في الجنوب تحديات كبيرة بل عصية على الحلول فكيف لرئاسة وحكومة على هذا النحو خلق تقدمًا في معالجة ملفات على قدر من الأهمية مثل ملف الخدمات
وانهيار العملة، تكرار الخوض في دوامة معاشيق أدى إلى ما هو عليه الحال، وقديمًا قالوا فاقد الشيء لا يعطيه.
فهل يستدعي الحال وقفة جادة من قبل الأشقاء في التحالف ووضع معالجات على الصعيد السياسي يمكن أن تشكل سبيلًا للخروج من ربقة الوضع الراهن وتتجاوز فشل سنوات مضت بكل ما خلقت من تداعيات.
الحال وفق كل المعطيات بالغ السوء في الجنوب واستمرار الأطراف في التخلي عن المسؤولية أمرًا في غاية الغرابة؛ فهل ننتظر تحسن الأداء على صعيد الرئاسي والحكومة
رغم أن كل المؤشرات توحي بالاستحالة فحجم الخلل أعمق من أن يتم تجاوزه.
إن تشخيص الخلل والاعتراف به يمكن أن يسهم في تجاوزه، في حين أن تكرار فرمة الماضي لن يقود إلا للنتيجة ذاتها.