حل الامام الهادي الرسي في الجمهورية العربية اليمنية هو الأنسب وفك الارتباط مع الجنوب العربي وقيام دولته الفيدرالية المستقلة بجوار حسن.. وهنا أوجز لمحة تاريخية لشرح الحالة عبر مراحل قديمة من التاريخ ..لقد بزغ فجر البعثة المحمدية وصنعاء وتعز واب وماجاورهم تحت الاحتلال الفارسي فأسلم باذان عنه وعن تلك الاصقاع في ورقة بعثها للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وفيها شروطه التي منها أن يبقى واليا وان يكون خراج تلك الأرض له وأن يعفى من دفع المكوس فقبل النبي ذلك ..واسرف الاعاجم في إذلال عرب تلك الاصقاع حيث سلبوا منهم ثلثي النساء والأرض وشغلوهم عمال صخرة فيها فقامت حركة الاسود العنسي فقتل شهر باذان ودخل بزوجته العربية الجميلة قبل انقضاء العدة.. وكما جاء في الموروث ادعاء النبوة .. ثم جاءت حملة علي بن الفضل اليافعي الحميري وحرر تلك الاصقاع وأمر الاعاجم بتطليق النساء العربيات وإعادة اراضي العرب التي سلبوها وولى على صنعاء يافع واتخذ من مذيخرة عاصمة له.. لكن تم اغتياله بالسم بعد ثلاثين سنة من حكمه ..وعاد الاقتتال بين عرب تلك الاصقاع والاعاجم مما دفع العرب الاستنجاد بالامام الهادي الرسي الذي أوجد هدنة للحرب وتنقل في مختلف تلك الاصقاع المنكوبة ودرس الحالة بعمق واستيعاب واستبط الحل الممكن والذي سيكون مقبولا من تلك الأطراف فاقترح (إمامة البطنيين) ولم يقل العرب حتى لايثير نعرة العجم وهذا الحل صمد من نهاية القرن الثالث الهجري حتى عام 1962 بحدوث الانقلاب العسكري وانتقلت الأوضاع إلى مسار جمهوري متصارع بعنف ومع ذلك انتقل الحكم من البطنيين إلى اتباع المذهب الذي أسموه زيديا منذ القرن الخامس الهجري وظلت الحالة هكذا حتى عام2012 تم تنصيب رئيس شكلي محسوب شافعي سني وهنا برك الفيل .. الزيدية اعتبرت قبولها بهذا خروجا عن المذهب وكفرا بالإسلام وعلمانبو الزيدية قالوا استأجرنا الرجل (المطيع) من أجل بقاء الوحدة اليمنية لكن حدث الخلاف بعد نهاية ولايته الانتخابية سنتين واجمعت كل أطراف الزيدية على تسليم الشمال للحوثيين وتكليف شوافع الشمال من خلال رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالمواجهة مع شعب الجنوب وتفتيت نسيجه الاجتماعي واغراقه بالنازحين ووالفوضى وتوطينهم وحصار شعب الجنوب في مختلف المجالات ودفعه إلى الكارثة الإنسانية ليتم دفعه وإجباره إلى الهجرة من المدن إلى الأرياف والجبال من حيث قدم والقضاء عليه ومن يبقى منه على قيد الحياة يتم تحويله إلى مهمشين لايملكون شيئا..وبهذا باختصار جوهر المشكلة التي يجب أن يعرفها كل جنوبي وجنوبية حتى ممن هم من الجنوبيين منساقين مع مصالحهم الشخصية عليهم أن يعرفوا أن الشماليين سيستعيدون كل ما قدموه لهم نظير مواقفهم الراهنة معهم ولهم في ذلك عبرة ماحدث للمغفور له عبد القادر بإجمال.
الباحث/علي محمد السليماني