الإعلام المحترم بحاجة إلى وعي أعمق يميز بين الحقائق والإشاعات

2025-01-17 19:55

 

‏ليس دفاعاً، ولكن...

تابع الكثيرون مؤخراً حملة استهدفت شخصيات جنوبية بارزة في الحكومة اليمنية، قادها مجموعة من النشطاء والإعلاميين، المعروف بأنّ أغلبهم يعمل وفق أجندات مدفوعة. الحملة، التي سرعان ما اتضح للجمهور أنها قائمة على معلومات مضللة، لم تكن عشوائية أو بدافع وطني كما حاول البعض تصويرها.

 

في حقيقة الأمر، أن هذه الحملة كانت ذات طابع سياسي بحت، موجهة بشكل ممنهج لاستهداف شخصيات جنوبية محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي أو داعمة لمشروع استقلال الجنوب. والمتأمل بعمق للشخصيات التي تبنت الحملة، سيدرك أنّها نفس الأقلام التي طالما كانت منطلقا لمثل هذا السلوط. وربما بعض المشاركين قد تلقوا توجيهات من جهات معروفة، بما في ذلك مطابخ إقليمية، تنفذ استراتيجيات تهدف إلى زعزعة ثقة الشارع الجنوبي بقياداته.

 

ما يعزز طرحي السابق، أنّ الهجمة تزامنت مع الحديث عن تغييرات محتملة في حكومة أحمد بن مبارك وسط خلافات حول تشكيلها، وهو ما يشير إلى توقيتها المدروس لتحقيق أهداف معينة. أبرز قطاع ركزت عليها هذه الحملة كانت وزارة الاتصالات، التي تعد شرياناً اقتصادياً رئيسياً استغله الحوثيون على مدار السنوات لجني مليارات الدولارات. اللافت في الأمر أن هؤلاء الذين يزعمون اليوم محاربة الفساد والحوثيين لم يتطرقوا سابقاً إلى هذا الملف أو إلى تورط وزراء الاتصالات المتعاقبين في استمراره.

 

للأسف، بعض الأقلام الجنوبية التي كان يفترض بها الدفاع عن مشروع الجنوب، اختارت الاصطفاف مع أجندات خصوم الجنوب، متخلية عن تطلعات شعبها في سبيل تحقيق مكاسب آنية أو الحفاظ على موارد دخلها الحالي.

 

إن الإعلام "المحترم" بحاجة إلى وعي أعمق يميز بين الحقائق والإشاعات، وبين المزاعم ذات الأبعاد السياسية وبين القضايا الحقيقية. 

 

وفي النهاية، كل من يثبت تورطه في الفساد أو التنسيق مع جهات معادية لمستقبل الجنوب يجب أن يُحاسب أمام القضاء والرأي العام.

 

إياد الشعيبي