رحم الله صديقي الشهيد الباحث "صالح احمد البابكري" الذي كان يكثر من الحديث عن دور اليهود في حكم العربية اليمنية ليس مذ عهد العقيد علي عبدالله صالح وانما مذ عهد زئيف السبتي أو الشبزي في القرن السابع عشر .. وكانت له نظرية أن المتنفذين في الشمال لايتلقون تعليماتهم مباشرة من الدول المؤثرة في القرار الدولي على مستوى العالم مثل حكام دول العالم وانما يتلقونها من حكام إسرائيل ..
لا شك أن هذا الكلام الصحيح قد سمعه الكثير ممن يعرفوا الشهيد وهو أحد مؤسسي الحراك الجنوبي البارزين ويشغل نائب رئيس المجلس الوطني الاعلى للتحرير والاستقلال حتى إصابته في حرب 2015 ووفاته عام2016 في رحلته العلاجية ..
لقد كان رحمه الله رغم محدودية تعليمه موسوعة تاريخية وصاحب كاريزما مؤثرة وجاذبة ..
ومايجري اليوم في اليمن والمنطقة يؤكد صوابية كلام الراحل البابكري رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة ..
كنا في مقبل عام 2014 في منزل الشيخ الراحل محسن محمد بن فريد امين عام حزب رابطة الجنوب العربي - الحر وكان الحاضرون أغلبهم من أساتذة الجامعة وتحدث الجميع في المعترك الراهن وكان البابكري حاضرا ومستمعا وبعد استكمال الحاضرين مداخلاتهم طلب الشيخ محسن من البابكري اسماع الحاضرين رأيه فقال قد ورد في أحاديث الإخوة الكرام ممن تحدثوا لكن الشيخ محسن أصر عليه أن يتحدث فاستجاب وتطرق إلى نظرية الفراغ الأمني في منطقة شرق السويس منذ ستينات القرن الماضي وارتباط المنطقة بغرب السويس وتأثيرها على المصالح المصرية والدولية وعرج على مؤتمر يالطا الذي بموجبه تم استكمال معاهدات عام 1916 وأوضح الدور الإسرائيلي الخطير في منطقة شرق السويس عبر الادوات السياسية اليمنية التي ترتبط مع الدولة العبرية بعلاقات تاريخية عميقة وخفية منذ رحلة الشبزي إلى صنعاء وتعز في القرن السابع عشر ..
وعلق الشيخ محسن بن فريد رحمه الله بسؤال للاخ صالح احمد البابكري في أية كلية (تدرس) معجبا بكلام البابكري .. واكتفي بما تختزنة الذاكرة من حديث صديقي وأخي الشهيد البابكري رحمه الله .. واقول الواقع الممتد من غزة وجنوب لبنان وسوريا إلى مأرب وصنعاء والمخاء ومعاشيق عدن يثبت بكل مصداقية ووضوح كلام الرجل ويبقى السؤال من يسقط اولا نتنياهو ام عصاباته شرق السويس ؟
الباحث/ علي محمد السليماني