حينما تصبح "الكرامة الشخصية" أثمن من حياة الإنسان

2025-01-16 20:28

 

لقد أرهقنا المتأسلمون بشقيهم الاخواني والشيعي في مجموعات الواتساب بردودهم الغارقة في التطبيل لجماعة حماس الإرهابية، التي قادت مغامرة عبثية أزهقت أرواح أكثر من 140 ألف بريء وجرحت مثلهم، دون أي دراسة للعواقب أو التفكير في المسؤولية.

 

أتباع حماس، أو "شبيحتها"، لم يتركوا مساحة لأي نقد بنّاء للجماعة، إذ يصهينون كل صوت معارض ويكفّرون كل من يجرؤ على وضع حياة البشر فوق نزوات الجماعات المتشددة. هذه الأصوات لا ترى في الانتقاد عقلانيةً أو إنسانية، بل خيانة وتآمرًا. ولكن، أليس من حقنا التساؤل: كيف يبرر هؤلاء سقوط آلاف الضحايا الأبرياء تحت شعارات جوفاء، في حين أن قيادات هذه الجماعات تُسارع لاحقًا إلى توقيع اتفاقيات استسلام مذلة؟

 

وفي المقابل، نجدهم يهاجمون ليلًا ونهارًا، بلا انقطاع*، بسبب تردي الخدمات مثل انقطاع الكهرباء، ويلقون باللوم جزافًا *على المجلس الانتقالي الجنوبي. وبينما هذه الادعاءات تفتقر لأي أدلة موضوعية أو منطقية، فإنها تعكس نوايا خفية لضرب مصداقية المجلس الذي يعمل جاهدًا لتحقيق تطلعات شعب الجنوب.

 

المفارقة الكبرى أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يتغاضى عن قضايا الفساد، بل يقود حملة جادة لمكافحته. فقد أنشأ المجلس فريقًا خاصًا للتحقيق في ملفات الفساد، بقيادة أحد أعضائه البارزين، فادي باعوم، الذي يعمل بشفافية تامة لحماية موارد الجنوب من العبث والاستغلال.

 

هذا التناقض يكشف هشاشة موقف المنتقدين، الذين يُظهرون حماسهم الأعمى لدعم جماعات إرهابية، بينما يفشلون في رؤية الجهود المبذولة لبناء مستقبل أفضل في الجنوب. 

 

إن المزايدة على حساب حياة البشر أو تشويه سمعة من يسعون للإصلاح هو الوجه الحقيقي لهذا الفكر المتطرف، الذي لا يعرف سوى لغة الشعارات والصراخ.

 

في النهاية، 

يجب أن نقف بجرأة لنقول: *كرامة الإنسان ليست أداة للمزايدة، ولا يُمكن أن نبرر موت الآلاف لتحقيق أهداف غير واقعية. أما من يرون في المآسي الإنسانية فرصة لتعزيز شعاراتهم، فهم شركاء في الجريمة، سواء أدركوا ذلك أم لا.

 

✒️ ابوزياد

16/01/2025