ماذا قدمت أيادي الفارين في حكومة المناصفة؟؟

2024-12-28 22:43

 

10 سنوات من المعاناة، الجنوب أمام شراكة إستغلال والتفاف حول إرادة شعبه 

 

الرئيس الزبيدي حامل قضية شعبه، ولابد من الحزم مع من إحتضنهم شعب الجنوب بعد فرارهم من إراضيهم، انسحاب الرئيس عيدروس الزبيدي، من الاجتماع الأخير الذي عُقد في الرياض، هو تعبير واضح عن مطالب شعب الجنوب الذي يرى في الزبيدي ممثل شرعي لإرادته وساعي لتحقيق تطلعاته في استعادة حقوقه وتصحيح مسار الشراكة السياسية التي أُقرّت ضمن اتفاق الرياض. الشراكة التي تم الاتفاق عليها برعاية المملكة العربية السعودية جاءت في الأساس لتنظيم العلاقة بين القوى اليمنية المختلفة، ووضع حد للصراع، وإعادة الاستقرار إلى البلاد. إلا أن القوى الشمالية استغلت هذه الشراكة لتحقيق أجندات خاصة بها، متجاهلة البنود الرئيسية التي تنص على ضرورة إخراج القوات الشمالية، خاصة قوات المنطقة العسكرية الأولى، من مناطق الجنوب، وعلى رأسها حضرموت. هذا التجاهل المستمر يُعد تجاوزاً لإرادة أبناء الجنوب الذين تحملوا على مدى سنوات تبعات الحروب والصراعات السياسية والعسكرية لنظام راعي هذه القوات الشمالية، بل كانوا الأكثر تأثر بسياسات القمع والتهميش التي مارستها أنظمة الشماليين.

 

الرئيس الزبيدي، بانسحابه من الاجتماع، أراد أن يوجه رسالة واضحة للمجتمعين وللأطراف الراعية لاتفاق الرياض، مفادها أن الشراكة لا يمكن أن تستمر إلا إذا تم تصحيح مسارها بما يضمن احترام إرادة شعب الجنوب. فالجنوب ليس مجرد طرف في المعادلة، بل هو شعب بأكمله له قضيته العادلة وتطلعاته المشروعة في استعادة دولته التي كانت ذات سيادة قبل الوحدة. ما يحدث الآن من مماطلة في تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وخاصة المتعلقة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، يعكس نوايا القوى الشمالية التي تسعى لاستخدام الشراكة كوسيلة لتعزيز وجودها العسكري والسياسي في الجنوب، وضمان بقاء السيطرة على مناطقه الاستراتيجية.

 

الأمر الأكثر إلحاحاً في هذا السياق هو الوجود المستمر لقوات المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، وهو وجود أثار الكثير من الجدل والغضب الشعبي. هذه القوات ليست فقط رمزاً للتدخل الشمالي في الجنوب، بل أظهرت أيضاً تعاون مع ميليشيات الحوثي في تهريب الأسلحة والمخدرات، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. حادثة مقتل جنديين سعوديين على يد عناصر من هذه القوات تمثل دليلاً واضحاً على خطورة استمرارها، ليس فقط على الجنوب بل على الأمن الإقليمي بأكمله. شعب الجنوب، الذي احتضن أبناء الشمال بعد سيطرة الحوثيين على مناطقهم، يجد نفسه اليوم في مواجهة قوى تحاول استغلال كرم هذا الاحتضان لتنفيذ أجندات ضد إرادة شعب الجنوب. إن محاولات القوى الشمالية تكريس وجودها في الجنوب تحت غطاء الشراكة السياسية تُعد استفزازاً صريحاً لا يمكن القبول به. الشراكة لا تعني تجاوز الحقوق أو التهاون في تطبيق الاتفاقيات، بل يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل وتنفيذ البنود المتفق عليها بحسن نية، المجلس الإنتقالي ليس حزباً او طرفاً في معادلة الحل، بل واجهه لشعب الجنوب بأكمله، محاولات إختزال دور المجلس الإنتقالي بكلمات مثل جماعة إنفصالية، او كيان سياسي، او طرف في الازمة اليمني ليست مقبولة إطلاقاً. ومن هذا المنطلق وفقط من خلال هذه النظرة الواقعية التي يجب أن يتبناها الفاعلين أيضاً، يمثل انسحاب الزبيدي من الاجتماع موقفاً مسؤولاً ومبدئياً ينسجم مع تطلعات شعب الجنوب، الذي يرفض استمرار الوضع الراهن ويريد شراكة حقيقية تحقق له حقوقه وتعيد له سيادته. إن استمرار القوى الشمالية في المماطلة وعدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وخاصة فيما يتعلق بإخراج القوات الشمالية، يعني أن هذه الشراكة أصبحت فارغة من مضمونها، بل وتستخدم كأداة لتعزيز الهيمنة على الجنوب.

 

المجتمع الدولي، وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مطالبة اليوم بالتحرك الجاد لتصحيح هذا المسار وضمان تنفيذ الاتفاقيات بما يحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب ويعيد للشعب الجنوبي ثقته في الشراكة السياسية. الشعب الجنوبي، الذي يرى في الزبيدي ممثلاً شرعياً لقضيته، لن يقبل بأي حلول لا تنسجم مع تطلعاته، ولا يمكن أن يستمر في تحمل تبعات شراكة لا تعكس إرادته الحقيقية. ومن هذا المبدأ الوطني والعادل شعب الجنوب وقف وسيقف خلف قيادته حتى تحقيق مطالبهم في تأمين كافة أراضيهم من المهرة الى باب المندب.

 

*- شبوة برس – عين الجنوب