الشخصيات المختلفة لمسمَّى المسيح
يجب التمييز التام بين الشخصيات التالية:
2. المسيح المزيف، يسوع بن يوسف النجار من امرأته مريم بنت يواقيم، وله إخوة ذكرت الأناجيل أسماءهم، وهم يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ (شمعون)، كما أن له أختين هما: آسيا وليديا كما ورد في بعض الآثار، وفي آثار أخرى ورد: ماري وسالومي، وهو الذي ظهر في العصر الروماني وظن أنه المسيح الذي بُعث، كما ظنَّ اليهود كذلك، وكان له نفس اسمه، وهو الذي يحاولون إرجاع نسبه إلى داود بن يسَّى ليتوافق مع نبوءات سفر أشعيا، وهو الشخصية الأساسية في الأناجيل الثلاثة المتناظرة المتناسقة المعتمدة (Canonical synoptic gospels)، وهو الذي تقدم هذه الأناجيل قصة محاكمته وصلبه، هذا مع بعض آثار عن المسيح الأصلي، هذه الآثار ترجع إلى سببين؛ أحدهما الآثار التي ظلت متداولة منذ أيام المسيح الحقيقي، والثاني أقوال ترجع إلى المسيح المزيف كان يحفظها وتعلمها من طائفته العيسويين؛ أتباع المسيح عيسى الحقيقيين، فكان يتلوها ويتمثل بها كلما دعت الحاجة.
3. المسيح الأسطوري، وهو الشخصية التي اختلقوها وأضفوا عليها صفات الألوهية، وهو مركب من كل آلهة الشرق الأوسط القديمة، وتوجد إشارات إليه في إنجيل يوحنا، وهو الشخصية المحورية لرسائل بولس المسؤول الأول عن اختلاقه.
4. مسيح المجامع المسكونية Ecumenical Councils of churches، وصياغة شخصيته بدأت من حيث انتهى بولس، وهو الذي أصبح أقنوما (Hypostasis) من أقانيم الثالوث الإلهي (The Divine Trinity) أو شخصا (Person) من أشخاص هذا الثالوث، وهو أكثرها فعالية وأحبها إلى قلوب المسيحيين، وإليه ينتسبون، وهو الابن (The Son)، وهو الإله الابن (God the Son).
5. مسيح المؤرخين، ويكتنفه غموض شديد، فهو لا يكاد يوجد، ومن يقول منهم بوجوده لا يجد دليلا إلا أن يقول: إنه لابد من افتراض وجوده حتى يمكن تفسير بعض وقائع التاريخ! وكل الدلائل على وجوده مستمدة من إشارات مقتضبة من كتاب للمؤرخ اليهودي يوسيفوس وللمؤرخ الروماني تاسيتوس، ولا يكادون يعرفون عنه بصفة مؤكدة في زعمهم إلا واقعتي التعميد والصلب وأن له أخا اسمه يعقوب قتله اليهود رجما بالحجارة.