العرب لا يتعلمون:

2024-12-20 23:07

 

منذ المواجهات التي بدأت في سنة ١٩٤٨ بين العرب وإسرائيل، وإسرائيل تنتصر في كل حروبها مع العرب باستثناء حرب ٧٣ التي كانت متعادلة تقريبا، ليس فقط لأن إسرائيل مدعومة من دول الغرب القوية، بل ولان نظامها يتعلم من تجربته وأخطاءه، كل مرة نسمعهم يعترفون بالتقصير وبالفشل ويحققون حتى مع كبار قادتهم، الأسبوع الماضي تم استدعاء نتنياهو مرتين للمحكمة.

 

وعلى الجانب الآخر لم نسمع أو نشاهد أي قيادات كيانات أو دول عربية اعترفت بتقصيرها أو بفشلها سواء في صراعها مع إسرائيل أو في أي قضية من القضايا الأخرى، ما نسمعه هو فقط المدح والتمجيد ونسج البطولات الوهمية.

 

حزب الله تعرض لضربة أمنية وعسكرية كبيرة نتفت ريشه ودفعته لقبول اتفاق مذل اجبره على الانسحاب من جنوب لبنان الى خلف نهر الليطاني، وأباح لإسرائيل ضرب أي تحركات عسكرية له وبأي وقت، ومع ذلك خرج زعيمه الجديد نعيم قاسم قبل يومين يتحدث عن انتصار الحزب على إسرائيل التي مازالت تحتل جنوب لبنات وتضرب الحزب كل يوم.

وبعد مدة ستجبر حماس على توقيع اتفاق مذل آخر يتناسب مع الوضع العسكري في غزة التي أصبحت معظمها تحت احتلال الجيش الإسرائيلي، وسيخرج قادة حماس مثل كل مرة يتحدثون عن انتصارهم وهزيمة إسرائيل. 

 

بعد ان تنتهي الحرب ستشكل لجنة تحقيق في إسرائيل لتحديد سسبب الفشل الأمني في يوم ٧ أكتوبر، وسيعزل كل مقصر.

ولن يقبل لا حزب الله ولا حماس ولا أي كيان عربي آخر أن يعترف بفشله وخسارته وأن يشكل لجنة تحقيق  لمعرفة أسبابها والتعلم منها.

 

مشكلة الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية، مشكلة كامنة بعمق في الثقافة العربية، فلا زعيم دوله أو حزب او مدير مرفق أو حتى رب أسرة يعترف بالخطأ ويعتذر عنه ويتحمل مسؤوليته، الاعتراف بالفشل في الثقافة العربية أهانه، ولذلك لا نعترف به، بل ونحوله إلى نجاح وانتصار، وخلف كل قيادة عربية فاشلة قطيع من الأتباع والمتعصبين العميان. 

 

وهكذا ستستمر إسرائيلي كما هي، وسيتمر العرب كما هم، وستسمر نتائج معركتهم معها على نفس المنوال، إلى أن يعترفوا بأخطائهم ويتحملون مسؤوليتها، ويضعون أيدهم على مكامن ضعفهم ويتعلمون منها.

فالتشخيص الصحيح لأي فشل أو مرض وحده من يستطيع أن يحدد العلاج الصحيح، وليس نكرانه وعدم الأعتراف به.