الحكام الجدد مهادنون معهم، وحلفاء ضد إيران نظريا، فما الذي يدفعهم لتدمير أسلحة الجيش السوري واحتلال مزيد من الأراضي السورية إذن؟!
الفكرة أن إسرائيل لا يروق لها وجود دول عربية قوية بجوارها، ولذلك تعمل الصهيونية الدولية على إضعاف ليس فقط خصوم إسرائيل بل كل دول المحيط العربي التي توصف في الأدبيات الغربية بدول الطوق.
الرئيس المصري حسني مبارك رغم خطاياه لكنه كان حريصا على تساوي القوتين المصرية والإسرائيلية منذ توليه الحكم سنة 1981 فقط لضمان الردع وتوازن القوى لأجل دوام اتفاقية السلام..
يعني كانت الاتفاقية مع إسرائيل ورقة سياسية عند مبارك نجح في تحويلها لمصدر قوة عسكرية لمصر هي التي نعيش على ثمارها الآن، كان جراء ذلك عندما تبيع الولايات المتحدة سلاحا لإسرائيل يكون مثله لمصر، ومن تلك الزاوية حصلت مصر على إف 16 في الثمانينيات الأحدث في العالم من الجيل الثالث بعد قرار تزويدها لإسرائيل..
الخلل في توازن القوى بين العرب و إسرائيل جاء بعد مرحلة الثورات عام 2010 حيث لم يهتم الثوار بهذا الملف، وانشغلوا بالسلطة والثروة وأهملوا تماما أي فكرة تخص الأمن القومي..
حتى قفزت إسرائيل بالقوة العسكرية على العرب بحصولها على طائرات الجيل الخامس الشبحي..في وقت تكافح مصر لشراء الجيل الرابع وأمريكا ترفض وتهدد بالعقوبات فيما يعرف بقانون كاتسا..
من يسمون أنفسهم ثوار سوريا يقعون حاليا في تلك الخطيئة حيث سمحوا لإسرائيل بضم مزيد من الأراضي السورية، وبتدمير أسلحة ومقدرات الجيش السوري .
هنا لا يوجد أمن قومي إطلاقا
فما يشغل هؤلاء ليس مصلحة بلادهم كما يزعمون في شعاراتهم الرنانة، بل منشغلين فقط باللحية والسواك والشكل والمذهب والشريعة وبتكفير الآخرين...هذا كل اهتمامهم، لذا كان الإنفاق على رجال الدين المتطرفين عاليا ، فهم من أوصلوا سوريا لهذا الوضع البائس..
التاريخ لن يرحم هذه الطغمة الحاكمة لسوريا الآن، فقد سجل التاريخ انهيار الدولة وتدمير جيشها واحتلال أرضها بعد إعلان دخولهم دمشق فقط بعدة أيام، ما بالنا بما سيحدث في الشهور والسنوات القادمة..