موقف الانتقالي في حال أي تحرك شعبي جنوبي

2024-11-25 06:31

 

مهما كثرت وتعددت الوعود المستقبلية من قبل دول الإقليم والأشقاء وما كان من أعطاء حكومة بن مبارك فرصة لمدة العام في إصلاح الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والخدمية الصعبة التي يعيشها الشعب الجنوبي إلا أنه لاتباشير تلوح في الأفق تؤكد وفاء تلك الدول بتحقيق وعودها ، ولا يمكن لحكومة بن مبارك تحقيق  خططها التي اعلنت عن تنفيذها خلال المدة الممنوحة لها كفرصة آخيرة في ظل بقاء سيطرة الفساد المستشري على كل الوزارات والمؤسسات والشركات والمكاتب وعلى كل مفاصلها .

 

خلال عشر سنوات حرب ضد الحوثيين لم تظهر على الجنوب شعب وقيادة ومقاومة أي خيانة أو غدر ولا حتى بوادرها ضد الأشقاء في دول التحالف العربي ، ومع ذلك فقد قبل صدقهم في الحرب ضد التمدد الإيراني الشيعي ، وإخلاصهم في الحفاظ على أمن المنطقة العربية وفي مكافحة الإرهاب ، واستجابتهم أن يكون الجنوب ببحاره وجباله ووديانه وصحاريه ساحة لحفظ وبناء المصالح الاقتصادية المشتركة القديمة والمتجددة وخاصة للأشقاء في دول الجوار بغير ما كان يتوقعه الجنوبيين ، حيث كان الجزاء حرب ضروس ضدهم في رواتبهم ومعيشتهم وحاجاتهم وخدماتهم ، وحرب ضد أهدافهم النضالية التحررية في استعادة دولة الجنوب المستقلة .

 

 كم المؤامرات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تم ممارستها ضد الجنوب وضد المجلس الانتقالي الجنوبي -التي تم إفشالها - من أجل إضعافهم وتركيعهم وإذلالهم وأخضاعهم للموافقة على عمليات سلام إقليمية ودولية مشروطة لصالح القوى اليمنية الحوثيين والإخوانيين والمؤتمريين ويكون ذلك على حساب نضال الجنوبيين وقضيتهم وأرضهم وثرواتهم وتضحياتهم جعلت الجنوبيين غير متفائلين البتة في أن تكون هناك أي إصلاحات للأوضاع والأزمات الاقتصادية على المدى القريب ، هذا يعني أن الشعب الجنوبي قد فقد كل الآمال وأصبح اليوم مهيأ للخروج إلى الشارع في تظاهرات شعبية كبيرة ومستمرة أكثر من أي وقت مضى .

 

المجلس الانتقالي الجنوبي وفي اجتماع سابق وعلى لسان الأستاذ علي الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قال أن المجلس الانتقالي لايقف ضد أي تحرك للمواطنين للأحتجاج السلمي والمطالبة بحقوقهم المشروعة ، والضغط على المجلس الرئاسي لإيجاد حلول للأزمات المتتالية التي تعصف بأبناء الجنوب ) ، في حال خروج الشعب الجنوبي بحراك جماهير عاصف احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع من تعقيدات وتفاقم خطورتها المتزايدة وكي لايستغلها الأعداء المتربصون الذين سيحاولون دس خلاياهم بين أوساط الجماهير الغاضبة من أجل تحويلها إلى فوضى عارمة ضد الكل لقصد خلط الاوراق بعضها ببعض ، حتى لايصل الجنوب إلى حالة الفوضى العارمة هذه التي بسببها سيكون الجنوب شعب وقضية وقيادة هو الخاسر الوحيد لذلك فأنه يتوجب على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون له موقفا ظاهرا غير معتم من حيث تنظيم الأحتجاجات الشعبية الجنوبية وتقدم صفوفهم ورفع مطالبهم وتأمين حمايتهم .

 

لن تكون هناك أي استجابات لمطالب وأحتجاجات الشعب الجنوبي السلمية كون الذين نأمل منهم إصلاح ومعالجة الأوضاع هم أنفسهم الذين وبسياسة متعمدة من أوصلوا الجنوب إلى ماهو عليه اليوم ، الانتقالي الجنوبي سيكون أمام تحدي كبير في فض الشراكة من مجلس القيادة الرئاسي ومن الحكومة الحالية ، لإن بقاءه في تلك الشراكة يتعارض مع  صفته كممثل للشعب الجنوبي في قضيته التحررية وتحقيق هدف استعادة دولة الجنوب المستقلة وفي صفته كمنظم للأحتجاجات الشعبية السلمية الجنوبية للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، هنا لايكون أمام الانتقالي الجنوبي أي مفر غير إتخاذخطوات وطنية إنقاذية وتصحيحية شجاعة حسب ماتراه قيادة الانتقالي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي تسير في خطى تحقيق أهداف شعب الجنوب النضالية والاقتصادية .

 

عادل العبيدي