"تسييس" الحرب على الفساد بدل محاربة الفساد السياسي!

2024-11-23 07:56

 

لو تحدثنا على مدار ساعة عن ما يجري في الجنوب من فساد سياسي يمني منظم، لن تكفى أقلامنا وأوقاتنا كي تعبر عما يجرى، ولن نحدد الوقت الكافي كي نكتب ما نريد لو وجدنا اقلاما تكفى..! 

 

وقد قال تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ[البقرة:205. 

 

هناك البعض من يسيس الفساد في طاعة عمياء تحت عباءة الاصلاح، 

و"تسييس" الحرب على الفساد بدل من محاربة الفساد السياسي.... والفارق بينهما كبير، برغم الكل منا يعرف نتيجة الفساد  السياسي والإداري والأخلاقي الحاصل، واللى حصل واللى بيحصل، منذ تحرير المحافظات الجنوبية من غزو الاوباش العفاشي، والإصلاح الاخونجي، والحوثي الظالم ، حيث أصبح الفساد مستشريا في مفاصل حكومة المعاشيق الشرعية وادواتها، "بقايا أدوات الدولة العميقة العفاشي" و "الحكومات المتعاقبة"، بما فيه الفساد داخل جهاز القضاء...!

 

لا أحد يستطيع قراءة مستقبل الجنوب في ظل  وجود انحراف فكري، وفساد سياسي، مسيطر  وفي ظل المتناقضات، وتوهان للافكار والضياع ، بين منظر سياسي، وآخر، ومحلل اجتماعي، وآخر، ومقيم اقتصادي، وآخر، والكل يتهم الآخر بالفساد والتقاعس والتقصير بكل دهاء ماكر..! في ظل صراع  ومتغيرات اقليمية مصيرية...؛اصبح الفرد لا يعرف هو مع او ضد..! 

 

ان مكان الانحراف الفكري، ومكامن الفساد والشللية، والمحاصصه، والمحسوبيه، قد سيطر على مجتمعنا، والذي لا تحتاج إلى......... ميكروسكوب لاكتشاف تلك البكتيريا القاتلة المصنعة خارجياً والمفبركة داخليا والمتعددة الألوان، فالكل يعلم  مدى تأثير وقوة تلك الفيروسات على الفتك بالعقول، وفي الاقتصاد،في ظل هذه الفوضى، والفساد السياسي المنظم، والعنف، والصراع المتبادل بين الأطراف......! 

 

يعلم الجميع أن فساد الاحتلال اليمني قد أثر في حياة الشعب الجنوب وتوه معالم الحياة وغيرت ملامحه واتجهت باتجاه متغيرات أفقدت جمال الجنوب وشوهت تاريخه، وقسمت ابناءه تتوه معالم الطريق لانتشار أفكار الضياع، والانحراف، لتسود لغة الصراع بين الناس وحولت الجنوب الي غنيمه، عند كل قائد ومسؤول، ليكون كل ذلك على حساب الشعب الذي يكابد العناء..! 

 

"لا اكون عاصبا وفي بيتي لا خبز ولا ثوب. لا تجعلوني رئيس الشعب..!" 

 

لكن أكثر ما ينطبق علينا هو القصة المشهورة عن بطرس الأكبر الرؤيوي والمصلح في الامبراطورية الروسية. اذ أراد القيصر اصدار قانون يحكم بالشنق على كل من يسرق ما يساوي ثمن الحبل. وكان رد أقرب الناس اليه هو: "هل تريد التخلي عن جميع مساعديك وتبقى وحيداً؟"

 

الفساد السياسي أخطر أنواع الفساد؛

كفى فسادا....!

 

 سنظل نرفع راية الوطن الجنوب ونسير باتجاه النهضة والإصلاح والتغيير باتجاه تحقيق الاهداف المرجوة، لاستعادة دولتنا، حمى الله شعب الجنوب...!

 

النصر حليفنا بإذن الله؛ 

 

✍️    ناصر العبيدي