شخصية بلطاي في زمن التتار تجسد الواقع العربي اليوم

2024-10-11 19:41
شخصية بلطاي في زمن التتار تجسد الواقع العربي اليوم
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

*- شبوة برس سفير سامح عسكر 

‏إن شخصية بلطاي تجسد واقعًا مؤلمًا يعيشه الكثيرون في عصرنا عندما نشاهد كيف يمكن لأفكار الاستسلام واليأس أن تتسلل إلى مجتمعاتنا نتأكد من أهمية التمسك بالقوة والعزيمة الاستسلام لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع يجب علينا مقاومة التوجهات السلبية التي تحاول إخماد صوت الحق ونعود إلى تراثنا التاريخي لنستلهم من انتصاراتنا السابقة

 

الرسالة التي أراد فيلم "وا اسلاماه" إيصالها لا تزال حيوية اليوم التتار يمثلون التحديات التي تواجهها الأمة وبلطاي يجسد الخوف والتردد علينا أن نتعلم من التاريخ فكل انتصار يتطلب شجاعة وقرارًا قويًا للمواجهة إذا استجبنا للخوف والاحباط سنكرر أخطاء الماضي دعونا نكون أقوياء ونعمل معًا لتحقيق أهدافنا

 

من المهم أن ندرك أن بلطاي ليس مجرد شخصية في فيلم بل هو رمز للتحديات التي نواجهها اليوم في عصر المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي نرى كيف تتزايد محاولات نشر الإحباط والخيبة يجب أن نكون واعين ونرفض أن نكون بلطاي آخر بل يجب أن نستعد لمواجهة التحديات بشجاعة وثقة في قدراتنا لن نتقدم إلا عندما نتوحد ضد الأعداء الحقيقيين ونبني مستقبلًا أفضل لأبنائنا

 

‏بلطاي المعاصر !!

"إحنا مش قد التتار.. التتار اكتسحوا كل البلاد اللي في طريقهم.. التفاهم معهم أفضل.. المقاومة غير مجدية.. هم أقوي ولديهم السلاح ويمتلكون القوة والخبرة بعد حروبهم العديدة.. 

 

نحن أضعف بكثير.. نحتاج إلي وقت طويل حتي نصل إلي قوتهم.. التصدي لهم انتحار.. وسيدفع الثمن ليس من سيحاربونه وحدهم وإنما الشعب كله.. عودوا مما جئتم.. إرجعوا إلي بيوتكم إلخ إلخ إلخ"!

 

 هذه هي الرسالة التي أراد صناع فيلم واسلاماه قولها من خلال شخصية بلطاي التي قام بأدائها بإتقان مدهش الفنان الكبير الراحل فريد شوقي.. الذي قبل الدور ولم يكن بطولة أولي، وكان فريد شوقي في قمته الفنية.. لكنه لم يقاوم دورا بهذه الجاذبية.. نجده في كل عصر وكل زمان!

 

صحيح القصة لها دلالات كثيرة وقت إنتاج الفيلم عام 1961.. القصة لروائي عربي كبير هو علي أحمد باكثير.. والحوار لروائي وسيناريست ووزير ثقافة وأحد ضباط مصر الأحرار ومثقفيها الكبار يوسف السباعي.. فصيغت الشخصية في الرواية وفي الفيلم  بإتقان لا مثيل له.. 

 

حتي إننا وبعد أكثر من ستين عاما علي الفيلم نجد جهات ومؤسسات تقوم بدور بلطاي الذي لم يعد شخصا فقط.. إنما توجها وبرنامجا واستراتيجية وحربا كاملة، توجه من طرف ضد طرف بأدوات جديدة من قنوات وصفحات ومواقع هدفها زرع الإحباط وعدم الثقة بالنفس والإرباك، وإشغال الناس بعيدا عن العدو الحقيقي، وخلق أعداء آخرين دون ترتيب موضوعي لهم، وإثارة جدل لا طائل منه في ظل تهديد كبير حاصل!

 

السؤال: ماذا لو استجابت مصر وقتها ومن تولوا أمرها في لحظة مضطربة لفتنة بلطاي؟ ولم نحارب التتار؟! ولم ننتصر في عين جالوت؟! أمام قوة جبارة هائلة لم تترك مترا من أقصي الشرق إلي فلسطين إلا وسحقته؟! كيف كان حال بلادنا ومسار التاريخ؟! 

 

والسؤال الأخطر: كم بلطاي حولنا؟! 

 كم؟!

 

*- مقال للكاتب والصديق أحمد رفعت بتصرف