ألا تستحي أيها الحرامي؟
رسالة أوجهها إلى الحرامي، ولكن قبل ذلك سنوضح معنى «الحرامي» كما ورد في «المعاني»، فالحَرامِيُّ اسم منسوب إلى حَرام أي فاعل الحرام، ويكثر إطلاقُه على اللِّصّ، لذلك الحَرامِيُّ أي اللِّصُّ سمي بذلك لأَنَّهُ يَفْعَلُ الحَرامَ، واللص أو الحرامي وصف يطلق في مجتمعاتنا على السارق وغالبا للأموال. لكن في زمننا هذا تنوعت السرقات وتفنن السارقون، أسأل الله أن يبعدنا عن الحرام، وأن يعصمنا من أن تمتد أيدينا على المال العام، فنخسر ديننا بلعاعة من الدنيا وفوق ذلك يقل لنا الاحترام، لخرقنا الأحكام، وعدم تمسكنا بأخلاق الإسلام، فالبعض غرته الدنيا وغرق بالسرقة والإجرام، فحتما سينكشف يوماً من الأيام، رسالة إلى من لا يلتزم لا بالقوانين ولا بالأحكام، رسالة إلى من استسهل الكسب الحرام، رسالة إلى من يعتبر من خفافيش الظلام، رسالة إلى من لمنصبه يسيء الاستخدام، رسالة إلى من لا يرجع للحق وقد مرت عليه السنون والأعوام، أقول: ألا تستحي أيها الحرامي، وأنت تسرق دون مراعاة للقانون وتعاليم الدين الإسلامي؟ ألا تفكر بأفعالك التي ستؤدي إلى جنيك الآثامِ، وحتى لو أخرجك من العقاب المحامي، باستغلال ثغرات القانون أو قلة الأدلة على أنك حرامي؟ ألا تستحي أيها الحرامي؟ كم بأفعالك سببت لكثير من الناس الآلام، فإن لم تستح فاعلم أنك ستكون مع المصلحين في صدام، وسيأتيك من الشرفاء الخصام، ولن يسير معك إلا الحرام. ألا تستحي أيها الحرامي؟ بعد أن أزلت عن وجهك اللثام، وعرف الناس أنك حرامي، راجع نفسك قبل فوات الأوانِ، فكم ارتكبت من سرقات وأخطاء جسام، وتجاوزت الحقوق والنظام، فمتى تتوب من أفعالك الجسام؟ ألا تستحي أيها الحرامي؟ فأنت لست وحدك من يعاني، فكم من إنسان لا يملك إلا القليل من الطعام! لكن لا يمد يده إلى حرام، فهو رجل شريف عصامي، فماذا ينقصك لتترك الحرام؟ ألا تستحي أيها الحرامي؟ وأنت بسرقاتك للفاسدين إمام، بل أنت شخص انهزامي، فاستمع إلى كلامي، وارجع إلى رشدك قبل فوات الأوان. وفي الختام، أقول للحرامي: املك من الدنيا ما شئت، فستخرج منها كما جئت، فمن زرع الشجر حصد الظل والثمر، ومن سرق الثمر بنا قصرا لن يدوم طول الدهر.
*- هشام كلندر – الجريدة