اليمن والجنوب لم يتوحدا على مر التاريخ

2024-09-14 16:59

 

 

على مر التاريخ اليمن لم يكن موحدا

ذكرت حضارة الجنوب بمسمى الأحقاف قبل ٦٠٠٠ عاما وذكرت في التوراة بسفر التكوين باسم حضرياميت وهي هوية ، بينما حضارة اليمن ذكرت قبل 2000 عاما بمسمى سبأ ، لان العرب كانت تطلق على ماكان يمين الكعبة يمن وهذه تسمية تدل على جهة ولا تمثل هوية أبداً ، ولم يظهر مسمى اليمن كدولة إلا في وقت متأخر  1918م.

 

مابين [٣٠٠٠-١٣٠٠] ق.م مرت أرض الجنوب بمسميات عدة نتيجة لطول المراحل التي عاشها الانسان منها: أرض ذات العماد /أرض عاد /ثمود/ شعب حضرموت/ العربية السعيدة وهي تسمية أطلقها اليونانيون والرومانيون.

 

مابين [١٣٠٠-١٥٠٠] ق .م  قامت على أنقاض تلك الدول دول أخرى متتالية وهي / مملكة حضرموت /قتبان/أوسان /كندة /اليزنية/كمنة….. حيث يصف من هم في شمال الجزيرة هذه الحضارات بحضارات الجنوب العربي ، وبالفترة التي تلتها تأسست سبأ مأرب ، حيث تأمرت الدول الجنوبية على بعضها البعض وسقطت أراضيهم بيد السبئيون، ليحتل حينها السبئيون جزء كبير من أراضي الجنوب ووسعوا حكمهم في جنوب الجزيرة (بقيادة كرب أل وتر ) واقاموا مستعمرات لهم وكان هدفهم السيطرة على خطوط التجارة العالمية.

 

مابين [٣٢١-٣٩٥ق.م] استقلت قتبان وحضرموت الجنوبيتان عن سبأ وكذلك الحال معين ، ليتمكن السبئيون من استعادت أراضي معين فيما بقيت حضرموت وقتبان منفردتان بحكمهما،

 

[١١٦ ق.م] بعد انهيار سبأ قامت دولة حمير بتغيير جذري للتأريخ في جنوب الجزيرة العربية حيث قامت بغزو جميع الممالك الجنوبية والوسطى ، واطلق الحميريون على مناطق الشمال ( يمنت).

 

مابين [٣٥٤-٦٣٠]م بدا الحلف المسيحي (أكسوم الاحباش والرومانيون) من محاربة الحميريون اليهود، من أجل تحويل ديانتهم إلى المسيحية ،وبعد مدة استعانت قبائل حمير بالامبراطورية الساسانية (الفرس) ليتم طرد الأحباش، وغدت بعدذلك جنوب الجزيرة كل منطقة تتمع بحكم ذاتي مستقل ولكل منطقة عشائر مستقلة تحكمها.

 

حيث أصبح الجنوب العربي مستقل بذاته ويسمى بمخلاف حضرموت شبوة تقطنه عدة عشائر منها : كندة في حضرموت ومحيط شبام ، وقبيلة مهرة وسرو حمير.

 

بينما اليمن الشمالي صار مخلافين تهامة والجند وتحكمه عشائر (فرسان وبنو مجيد والأشاعر ) ومخلاف صنعاء ل همدان )…  وبعد فترات متفاوتة جاء الاسلام لليمن وبقي الجنوب العربي مستقل يعرف بمسماه مخلاف حضرموت وشبوة. 

 

[٦٣١- ٨١٥] م في عهد الخلافات الاسلامية عرفت الجنوب بالعربية الجنوبية وهو ما ذكره الدكتور جواد علي صاحب الكتاب الأشهر (تأريخ العرب قبل الاسلام) واستند على النقوش والنصوص القديمة ففي صفحة ٨١ من كتابه يذكر أن تجار مكة كانوا ينقلون ما يحتاجون إليه من الشام إلى اليمن و (العربية الجنوبية)  ومعنى هذا أن العربية الجنوبية هي أرض مختلفة عن اليمن منذ أقدم العصور.

 

[٨٣٢- ١١٣٨]م تشكلت دويلات صغيرة متتابعة حكمت اليمن في عصر الخلافة منها  الدول/ الزيادية /الصليحية /النجاحية ، أذ كانت تلك الدويلات متنازعة بينها، ارادت حكم اليمن كاملاً ففشلت جميعها، وفي عهد تلك الدول أفادت كتب التاريخ

أن: أقاليم صنعاء وتهامة وصعدة تمردت عن الدولة الزيادية السنّية بعد شيوع المذهب الأسماعيلي الشيعي في الشمال عكس عدن وحضرموت اللتان بقيت توالي الزياديون.

 

بعد انتهاء الدولة الزيادية السنّية ظهرت الدولة الصليحية الموالية للشيعة سيطرت على اليمن كله عدا مناطق الجنوب بقيت مستقلة.

 

استقل بنو معن في حكم مناطق الجنوب( لحج عدن الاصابح أبين الشحر حضرموت )

 

بعد موت آخر الصليحيين تمكّن علي بن المهدي عام ١١٣٨م من السيطرة على أقليم صنعاء وتهامة والنجد إلا أن بني معن (حكام الجنوب ) تصدوا له.

 

. كان اليمن الشمالي في عهد علي ابن الفضل الخنفري اليافعي ، كيانات ودول مستقلة تعصف بها الحروب وخاصة في محور صنعاء وصعدة …الزياديون في تهامة /مملكة جعفر المناخي في الجند ومذيخر وذمار /والهادوية في صعدة وجيزان ويعارضها بنو عباد والخولانيين/وإمارة بني مفلس /وأمارة بني الكرندى/والدولة اليعفرية في صنعاء وماجاورها.

 

فيما كان الجنوب العربي مملكة واحدة مستقلة ومستقرة تسمى (مملكة ابن ابي الاصبحي ) وتشمل عدن لحج والاصابح أبين سرو حمير ومذحج حضرموت ).

 

وقد ورد كل هذا في كتاب ابن خلدون ج٤ ، ص٢٧٩/ وتاريخ عمارة ص ٨٦ وكتاب الأكليل.

 

* استقل بنو زريع بحكم الجنوب العربي حكماً مستقل وامتدوا لجزء من تعز والبيضاء الحدودية، وانفرد بنو زريع بحكم الجنوب حتى دخل توران شاه واعلن تأسيس الدولة الايوبية التي في حكمها حدث الآتي :

 

رغم النفوذ الأيوبي الهادف لتوحيد الجزيرة كاملاً إلا أن نواب وولاة عدن حكموا الجنوب فدراليا ومنهم عثمان الزنجيلي والاتابك والأمير ياسر بن بلال الذي رفض وصايا الأيوبيون.

 

اخلفت الدولة الرسولية الايوبيين بعد خروجهم ، وقد كانوا ولاة عدن يودوا الخراج والطاعة لهم إلا أن استقل الطاهريون بحكم عدن لحج في 1454م.

 

[١٦٣٠م] تمكن زعيم الدولة الطاهرية عبدالقادر بن محمد اليافعي من الاستقلال عن الخلافة العثمانية واعلن دولته في عدن وأبين ولحج واطلق عليها (إمارة العربية الجنوبية).

 

ما بين [١٦٣٠-١٩١٩] ظلت الآئمة الزيدية لفترات طويلة ترسل جيوشها لاخضاع مناطق الجنوب لحكمهم ولكن الجنوبيون اعتبروا تلك الغزوات احتلال لأرضهم فقاموا بطرد أي قوة زيدية في فترات متفاوتة ابتداء من طرد قوات الامام المؤيد بالله ابن القاسم ثم الامام المتوكل اسماعيل وانتهاءً بطرد قوات الامام يحي الغازية وتليها غزو الحوثي ٢٠١٥م الذي انتهى بطرده من الجنوب.

 

[١٩٥٢-١٩٩٠]م تم تشكيل اتحاد سلطنات وإمارات الجنوب، ،ثم أصبح الجنوب يطلق عليه عدن والمحميات التسع ليصبح اسم الجنوب فيما بعد ١٩٦٢م اتحاد الجنوب العربي..ليضل الجنوب العربي محتفظاً بهويته حتى تم اقحام مسمى اليمن وطمس الارث والهوية للجنوب العربي وتضييعه بالوحدة والذي لم يعرف اليمننة لا من قريب ولا من بعيد.

 

بقلم. فهد البشيري.