*- شبوة برس – أ.هاني مسهور
أصبحت المخاريط الزجاجية الضخمة التي تشكل جزءًا من متحف جوجنهايم في أبوظبي مرئية أخيرًا للمارة، مع اقتراب المشروع من الاكتمال. يُعد المتحف الجديد أكبر بـ12مرة من نظيره في نيويورك، ويأتي كجزء من طفرة بناء هائلة تُحول هذه الإمارة الغنية بالنفط إلى مركز عالمي للمغتربين والثقافة.
في المنطقة المجاورة، تستعد معالم أخرى للظهور، مثل متحف زايد الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي، إضافة إلى فرع متحف اللوفر الذي افتتح عام 2017. هذه المنشآت الثقافية هي جزء من حملة تزيد عن 10 مليارات دولار لتعزيز السياحة والنشاط الثقافي في أبوظبي، مع رؤية شاملة لتحويل المدينة إلى وجهة عالمية.
أبوظبي، التي تحتفظ بحوالي 6% من احتياطيات النفط الخام العالمية وتدير ثروة سيادية تقدر بـ1.5 تريليون دولار، تستثمر مبالغ ضخمة في مشاريع سكنية تهدف إلى جذب المغتربين الأثرياء. يشهد سوق العقارات الفاخرة في المدينة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفعت أسعار الفيلات في جزيرة السعديات بنسبة 15% في الربع الأول من عام 2024.
ورغم التحديات التي تواجه المنطقة، بما في ذلك التوترات السياسية وارتفاع درجات الحرارة، إلا أن حكام الإمارات يتطلعون إلى إبراز نفوذهم على الساحة العالمية.
يقول سلطان سعود القاسمي، كاتب إماراتي وجامع أعمال فنية: "أبوظبي تبني بنية تحتية تتماشى مع طموحاتها العالمية، لتصبح مركزًا ليس فقط اقتصاديًا بل سياسيًا وثقافيًا أيضًا".
بينما تُعتبر محاولات إنشاء مراكز دولية في الشرق الأوسط ذات نتائج متباينة، فإن أبوظبي تسير بخطى واثقة نحو تحقيق رؤيتها. وتهدف المشاريع العقارية الضخمة، مثل جزيرة الجبيل التي تضم مجمعًا سكنيًا يمتد على 2800 هكتار، إلى استقطاب السكان من جميع أنحاء العالم.
المشروع الأبرز هو متحف جوجنهايم، الذي يأخذ شكله أخيرًا بعد ما يقرب من 20 عامًا من تصميمه. هذا المتحف، إلى جانب البنية التحتية الثقافية المتنامية، يعكس طموح أبوظبي في أن تصبح مركزًا عالميًا رائدًا، يجذب الناس من مختلف أنحاء العالم. وكما قال القاسمي: "أين يمكنك أن تخرج من متحف اللوفر وتدخل إلى متحف جوجنهايم في بضع دقائق؟".