إبليس يعلّم الانسان آية الكرسي

2024-08-16 06:21

 

(ولا تنتهي تناقضات البخاري)

قال الله - جَلَّ شأنُه - عن إبليس وشياطينه: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27.

 

وورد في مُدَوَّنة البخاري برقم (2311) أن أبا هريرة رأى الشيطان، وأنه يأكل مثل أكلنا، وأنه يسرق الطعام، وأنه يعلم أن آية الكرسي تحمي الإنسان من كيده وشَرِّه، وأن النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - قد أقرَّ هذه الأحدوثة التي حدثه بها أبو هريرة!!

 

فكيف رأى أبو هريرة الشيطان؟! وهل يمكن للشيطان أن يَتَمَثَّلَ بشرًا سويًّا كما تَمَثَّلَ المَلَاكُ الكريم لمريم عليها السلام؟! وما الدليل على ذلك؟! وهل يأكل الجنُّ طعامًا كطعام الإنس؟! كيف وهم مخلوقون من مادة أصلها لهب النار، وليس الجسدان متماثلَين حتى يكون غذاؤهما واحدًا؟! وإذن فلماذا لا يَنهَبُون العالَمَ كلَّه فإذا نحن جَوْعَى مُسْنِتُون عِجَاف، ومفلسون من الفراش واللحاف؟!

 

وأسئلة كثيرة تدور حول هذ الأقصوصة التي يرويها الكبير والصغير عندما يريدون ذكر فضائل الآية رقم (255) من سورة البقرة والمعروفة بآية الكرسي.

 

مع أن في هذا انتقاصًا من بقية القرآن، فلماذا لا تَحمِينا أيُّ آية منه؟! ولماذا هذه الآية تحديدًا؟! ثم مَن قال إن للقرآن تأثيرًا على غير القلوب بشفائها من الشك والشرك والكفر والنفاق: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين) يونس 57 ؟!!

 

ثم ما حاجتنا للاحتماء من الشيطان في حين أن الله جعل معنا حافظين من الملائكة؟! قال سبحانه: (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه) أي: بأمر الله، الرعد 10 - 11.

 

وإذن فالحقُّ والحقَّ أقول، أن هذه المدوَّنَةَ مِن أقاويلَ منسوبة للرسول الأعظم لا تنتهي تناقضاتها مع القرآن الواضح والعقل الراجح، بينما لا يمكن أن يقول النبي ما يخالف ذلك. وبالرغم من هذه الحقيقة الواضحة، فإن "قومًا" جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا عن الحق استكبارًا، وزعموا أن هذه المدوَّنة تحوي كلامًا هو صحيحٌ صِحَّةَ كتاب الله المجيد!! وإنْ نحن خالفناهم؛ فنحن كفرة فجرة زنادقة ملحدون ملعونون مع الملاعين والشياطين الذين يسرقون الطعام!!

 

ولا نعلم - واللهِ - لِمَ لا تتم إزالة ما كانت هذه صفتُه من الأقاصيص من طبعات المدوَّنة؛ دَرْءًا للكذب عن صاحب اللسان الأصدَق والمقام الأَسْمَق؟!! وهو سؤال لم يَزَلْ يدور بِخَلَدِي منذ دهر، وأظن الكثيرين يهجِسون به، دون أن يُعَلِّقَ أحدٌ - من القادرين - الجَرَس.

 

رابط الأحدوثة في المدوَّنة من موقع "الدُّرَر السَّنِيَّة":

https://dorar.net/h/rytQSB2M