الناظر فى الكتاب والسنة يجد انهما يدعوان الى التعلم من الحيوان، وفى هذا الاطار نجد قول الحق تعالى
{﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ ٣٨ ﴾ [الأنعام: 38]
كلمة امم امثالكم أي أن لهم نسق ونظام يحافظون به على انفسهم تجاه اعدائهم، وفى قوله { مافرطنا فى الكتاب من شيء} ارى ان المراد بالكتاب هنا ذلك الكون الفسيح لنسق الاية ولقوله تعالى {﴿ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ ٣ ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ ٤ ﴾ [الملك: 3-4]
ومما قد شاهدناه فى مهاجمة الاسود الضارية للبهائم الهائمة، أنك ترى البهيمة وقد اوقعها الاسد ارضا فاذا بها تنعق منادية على اخواتها فاذا هبت البهائم لنجدتها تفر الاسود هاربة اما إذا اكتف بالفرجة فان الاسد سيتناول البهائم واحدة بعد الاخرى، أليس فى ذلك آية خاصة للعرب وهم يرون اعدائهم بالأمس ضربوا مدرسة بحر البقر بمصر واليوم يضربون مدرسة للتابعين، العدو واحد والمستهدف واحد، ومع ذلك لايفكر العرب فى ان يتحدوا مع ان سر قوة اعدائهم اتحادهم على الباطل
وفى السنة النبوية يقول نبينا الكريم: عليكم بالجماعة فانما يأكل الذئب من الغنم القاصية
نبهنا القرءان الكريم لان نستفيد من سلوك الحيوان فى مثل قوله تعالى {﴿فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابٗا يَبۡحَثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُۥ كَيۡفَ يُوَٰرِي سَوۡءَةَ أَخِيهِۚ قَالَ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِثۡلَ هَٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٰرِيَ سَوۡءَةَ أَخِيۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ ٣١ ﴾ [المائدة: 31]
فابن آدم الاول تعلم الدفن من الغراب الذى يدفن مقتنياته فى الارض ثم يبحث عنخا ليستخرجها اذا ماكان فى حاجة اليها