عندما يجتمع مسؤول في عدن مع مسؤول في ابين لحل مشكلة توقيف نقطة جباية لقاطرات نقل النفط الخام الخاص بكهرباء عدن ، تشعر بالقرف من سوء ماترى وتسمع ومن كيفية المعالجات والحلول ، والاسوأ منها ان نقطة الجبايات متفق عليها من الشرعية والانتقالي .
طيب ليه تمنع النقطة مرور القاطرات هذه المرة حتى وصلت الكهرباء في عدن الى مرحلة الاحتضار ؟
يقولوا لك ان اصحاب النقطة كانوا يأخذوا مبلغ 300 الف ريال على كل قاطرة ، اما الان رفعوا المبلغ الى مليون ونصف على كل قاطرة.
لا تسألني لماذا متفقين على نقاط الجبايات ، ولا كم مبالغ التحصيل في اليوم او الشهر او السنة ، ولا الى اين تذهب ولا كيف توزع ولمن ...الخ ؟.
لكن السؤال الاهم الذي لم يسأله احد هو : من المستفيد من تكريس النماذج السيئة في تعاملاتنا الرسمية في الجنوب والمناطق المحررة ؟
اعتقد ان الاجابة على هذا السؤال الكبير تستحق المحاولة ، ولذا ساقترب من الصورة اكثر باستعراض بعض النماذج السيئة التي كرست في الواقع واصبحنا متعايشين معها رغم اعتراضنا عليها .
1-نقاط الجبايات المتفق عليها رغم مخالفتها للشرع والقانون .
2-احتكام اجهزة الدولة الرسمية "عسكرية ، امنية ، مدنية" للاعراف القبلية بدلا من سيادة النظام والقانون.
3-تعدد الجهات والاجهزة وتداخل السلطات وتنازع القرار .
4-الاستقواء بالقبيلة وتعزيز حضورها بدلا عن الدولة.
5-تجارة السلاح والمخدرات وانتشارهما بشكل شبة رسمي.
6-اساءة استخدام السلطات لاغراض شخصية او قبلية.
7-افشال كل محاولات تحسين الخدمات الاساسية وتعطيل كل محاولات انعاش الاقتصاد .
هذه النماذج السيئة والمسيئة للسلطات القائمة في الجنوب وللمشروع الجنوبي ويستفيد منها كل المعارضين والممانعين لقيام دولة الجنوب ، وعلى راسهم شركاء الجنوب الذين في هرم السلطة ومن يدعمهم بالضرورة.
يتم تكريس كل النماذج السيئة في الجنوب بينما يتغنون بنموذج دولة الحوثي في الشمال ، بهدف كسب الرهان على ان الجنوبيين عاجزين وفاشلين ولايمكن الرهان عليهم كمشروع دولة تحفظ الامن والاستقرار وتحقق الحد الادنى من النظام والقانون والنماء وتأمين الاحتياجات المعيشية والخدمية الضرورية بمعزل عن الشمال.
شهاب الحامد
عدن