ان تحديد الهوية العدنية والاعتراف بها من قبل الجنوبين كافة من المهرة الى باب المندب وجزيرة سقطرة يعد امرا بالغ الاهمية وينبغي عدم تجاهله او اغفاله في هذه المرحلة وهذه الظروف العصيبة التي نمر بها ويمر بها وطننا الجنوب الحبيب ,كونه يخدمنا جميعا كجنوبيين ويخدم قضيتنا الجنوبية .
لقد حاول نظام الاحتلال اليمني بعد فرض هيمنته وسيطرته واحتلاله للجنوب في 7 يوليو 94 عقب تلك الحرب الظالمة من استهداف الهوية العدنية بالذات وهذا الامر ليس من فراغ بل له ابعاد ودلالات سياسية وقانونية بحثه .
تمثل هذا الاستهداف من خلال الترويج الفاضح والسافر (للهوية العدنية)وظهر ذلك جليا بوصفه سكان عدن اوحسب زعمه (عدانية) ,اي القاطنون في عدن ما هم الا هنود وصومال هذا من جهة ومن جهة اخرى محاولته السافرة لاستهداف النمو الديمغرافي في عدن من خلال الدفع والزج بقوة بشرية هائلة ومساعدتها وتقديم التسهيلات لها ويتمثل ذلك في منحها اراضي شاسعة للقيام بتمكينهم من العيش والبقاء في عدن ثم منحهم الهوية العدنية .
هذا المشروع (استهداف النمو الديمغرافي في عدن) تم اعداده والاتفاق عليه من قبل الفرقاء في نظام الاحتلال (المؤتمر والاصلاح) كونه يخدم سياساتهم واستراتيجياتهم التي تحافظ على دوام احتلالهم للجنوب من المهرة الى عدن وباب المندب .
ومن هذا المنطلق فأن علينا كجنوبيين ان نتعامل مع هذا الامر بعقل ومصداقية وان لاننظر الى الامر من زاوية ضيقة.
ومن اسباب استهداف الاحتلال اليمني للهوية العدنية ان نظام الاحتلال يدرك جيدا ان عدن هي عاصمة الجنوب الابي وان تعداد سكان مدينة عدن كبير مقارنة بسكان الجنوب كاملة .
وبالتالي فان محاولة الزج لمواطنين شماليين للاستيطان في عدن ومحاولة منحهم الهوية العدنية لجعلها النسبة الاكثر والاغلب في داخل عدن , هذا على مستوى التصعيد فيما لو ظهرت حركة او ثورة تطالب بعودة دولتها فانها لن تكتب لها النجاح لعدم تأييد الاغلبية في عدن .
الى جانب ان الموقع الجغرافي للعاصمة عدن الذي تتميز به جعلها نافدة الجنوب على العالم الخارجي وبالتالي بروز اي تيارات اوحركات او ثورات جنوبية تساندها عدن تصبح مسموعة ومقروءة للعالم.
اما تحديد الهوية العدنية والاعتراف بها من اخواننا الجنوبين في هذه المرحلة وفي هذه الظروف يحمل في طياته دلالات وأبعاد لما من شأنه ان يشكل مفتاح لقضيتنا الجنوبية ومطلبنا بالتحرير والاستقلال واستعادة دولتنا.
فبتحديد الهوية العدنية نستطيع ان نفرز تلك الاعداد البشرية الضخمة التي زج بها الاحتلال اليمني لطمسها , وبتحديد الهوية العدنية فاننا نستطيع اجراء الالاف الاستفتاء امام العالم ونؤكد مطلبنا في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ونستطيع ان نعزز ونقوي اللحمة الجنوبية من المهرة الى عدن وباب المندب وستساهم هذه الخطوة في ترتيب البيت الجنوبي وستجنبنا الولوج في الفتن والتشكيك والتخوين .
وبالتالي علينا عدم تجاهل واغفال تحديد الهوية العدنية والاعتراف بها وعدم الانزلاق وراء الترويج الذي سبق وان مارسه نظام الاحتلال اليمني .