لماذا لاتستهدف قيادات حوثية او ايرانية في اليمن كما يحدث في الشام والعراق؟
وهل هي حرب مفتوحة ضد ايران وادواتها في المنطقة، ام انها ذريعة لما هو اكبر وابعد من ايران؟
مايجري امر غير مفهوم ومايزيده غموضا تسارع الاحداث وتعدد الاقطاب والجبهات والاهداف، لهذا يستشكل الجزم بتعريف مايجري في جمله واحدة.
لو عدنا الى كيفية الانسحاب الامريكي من افغانستان لما حصلنا على اجابه شافية ، لكننا نحتاج الى رابط ما بين احتلال افغانستان والعراق على سبيل المثال ، لمحاولة فهم مايجري في اليمن قياسا على ماسبق.
امريكا احتلت افغانستان بذريعة احداث 11سبتمر 2001 واحتلت العراق بذريعة امتلاكة سلاح كيماوي ودعم الارهاب 2003.
استمر احتلال افغانستان 20سنه، فكان الانسحاب مفاجئا حتى للمتعاونين مع امريكا ، بعد ان استعادت افغانستان ضبط المصنع وعادت بطالبان الى سدة الحكم !.
ومنذ ايام علت اصوات عراقية رسمية تدعو امريكا للرحيل من العراق بعد احتلال دام 20 سنة ، فهل نشهد انسحاب امريكي آخر يعيد الامور في العراق الى ماقبل 2003.
يبدو ان اليمن تسير على خط الافغنة والعرقنة وماتصنيف مليشيات الحوثي منظمة ارهابية عالمية الا ذريعة لنقل المعركة الى اليمن لذات الاسباب والحجج.
لا اتمنى احتلال اليمن 20 سنة لكي تنسحب امريكا بعدها وتستعيد ضبط المصنع وتعيدنا الى نقطة البداية ، فاحتلال اليمن سيجلب الارهابيين من كل حدب وصوب بحجة قتال امريكا وحلفائها وستدمر اليمن ويتشرد الشعب ويموت الالاف.
لست متشائما على اي حال ، لكن التفاؤل يحتاج لما يعززه بالضرورة، لذا ساحاول الاجابة على سؤال المقال ، لماذا لم تستهدف قيادات حوثية او ايرانيه في اليمن كما هو الحال في الشام والعراق ؟
اعتقد ان زمن المعارك في الشام والعراق اوشك على الانتهاء ولذا تتم آخر التشطيبات الواجبة بتصفية قيادات بارزة هناك لتدفع من تبقى منهم للهرب الى اليمن باعتبارها الملاذ الآمن حتى الآن على الاقل ، لكنها "اليمن" لن تكن في اعتقادي سوى مصيدة محكمة لكل الفارين اليها واللائذين بها.
شهاب الحامد
عدن 8 / فبراير/ 2024م