بعد مرور 85 يوماً من الحرب الوحشية على غزة الصامدة التي لم يحدث مثل صمودها في تاريخ الشعوب والحروب، أثبتت غزة أنها رمزاً للصمود والكبرياء الفلسطيني والعربي، بل هي وبقية المدن الفلسطينية خط الدفاع الأول عن الأمة العربيةوالإسلامية والمقدسات، وهي وحدها تتعرض للدمار والحصار وانقطاع الماء والكهرباء والدواء والغذاء، وسط صمت عربي واسلامي ودولي مخجل كما أكدنا أكثر من مرة.
وتعيد أحداث غزة وحصارها وقصفها اللا إنساني هذه الأيام إلى الأذهان ما مرّت به في تاريخها الطويل الذي شهد الكثير من الغزاة والفاتحين الذين أدركوا الأهمية التاريخية والاستراتيجية لمدينة غزة، فهي نقطة التلاقي بين أهم الأقطار الإسلامية مصر وبلاد الشام. ومن مشاهد التاريخ التي لا تنسى حرص نابليون بونايرت القائد العسكري الشهير الذي حاول بناء امبراطورية فرنسية لا تقل قوة ونفوذاً عن القوة العثمانية أو البريطانية الصاعدة في اواخر القرن الثامن عشر على احتلال مصر وغزة واخراج العثمانيين منها، وبسبب صمودها وصمود أهلها فقد دمر نابليون أسوارها ولم يدمر عزيمة أهلها، ولكنه في نهاية الأمر عاد من معاركه في مصر وبلاد الشام مهزوماً كما سيهزم كل الغزاة والمحتلين.
وبسبب الأهمية الاستراتيجية لغزة التي ذكرناها قامت الدول الغربية بزرع الكيان الاسرائيلي في قلب الوطن العربي ليتحول هذا الكيان إلى قاعدة عسكرية متقدمة لهم.
ونحن نطالب بوقف الحرب كما طالبنا أكثر من مرة لأن المتتصر في هذه الحرب مهزوم ولو بعد حين. فلا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بالحل العادل للقضية الفلسطينية وذلك بإقامة دولة فلسطينية ذات السيادة والقرار الوطني وعاصمتها القدس.
جمعة مباركة
علي ناصر محمد