أزمة جديدة وتحالفات جديدة في المنطقة .
الحرب المستعرة في غزة والتضخيم الإعلامي الذي صاحبها منذ بدايتها على مدى اول يومين لها مع ماصاحبها من حشود عسكرية وادانات الدول الغربية لحماس ثم ردة الفعل الاسرائيلية الهمجية بدك احياء كاملة على رؤوس ساكنيها بأحدث الطائرات ووصول حاملتي طائرات وقوات بحرية أمريكية كل ذلك يدل على أن المنطقة تعيش حربا ابعد من الهدف الذي يتم ضربه في غزة وان تحالفات جديدة تتخلق فيها ستلقي بظلالها على المنطقة التي مابرحت تعيش الحروب منذ مابعد حرب الخامس من يونيو حزيران 1967 دون أن تصل كل تلك الحروب إلى حلول حقيقية وسلام بل ظلت حرب تنتج حربا حتى الحروب الدائرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا..
فيا ترى ماهو الهدف الحقيقي للحشود الصهيونية الأمريكية في المنطقة هل استبعاد الشعب الفلسطيني من أرضه وانتزاع صحراء سيناء من مصر لتكون وطنا بديلا على طريقة مايحاول أن يعمله التحالف العربي من حصار جائر غير معلن على شعب الجنوب العربي ودعم جماعات تعمل على إضعاف الموقف الجنوبي إلى جانب الحصار وتشجيع النزوح اليمني إلى الجنوب وفرض حكومة يمنية في الجنوب لتنفيذ توجه سياسة التحالف بجعل الجنوب وطنا بديلا لحزبي الاصلاح والمؤتمر المطرودين من بلدهما وهو ما تنبه له الحوثيين وقصفوا نفط الجنوب في محاولة أن يحصلوا على حصتهم منه..
بدون شك مصر ليست الجنوب العربي فهي دولة ذات ثقل كبير في المنطقة ولن تغامر امريكا بهكذا توجه الذي سيقابل بالرفض بالقوة, ومصر لديها وسائل عديدة تسمح لها بالدفاع عن نفسها ..
إذن يمكن اعتبار هذا الاحتمال ضعيفا أن لم يكن مستبعدا فما هو هدف الحشود الأمريكية في المتوسط وفي مياه الخليج العربي والبحر العربي؟
وهنا يعود التفكير إلى ملف إيران النووي والمنطقة وخلط الاوراق عبرها وقد بدأ التلويح باتهام سوريا وحزب الله لمشاركتهم حماس والفصائل الفلسطينية في الحرب ومن المحتمل أن يتسع هذه الاتهام ليكون مبررا تتوجيه ضربة ضجيجها الإعلامي يفوق ماتحدث من إضرار الأمر الذي سترد عليه إيران وفق قواعد الاشتباك بهجمات صاروخية على اسرائيل وضرب مواقع في الدول العربية على ضفاف الخليج مستغلة الغضب الشعبي في العالمين الإسلامي والعربي وستعلن أنها أنتجت سلاحها النووي وتطلب من القوات الأجنبية المتواجدة في المنطقة المغادرة فورا او ستتعرض للضرب.. وسيلبي (بنو الاصفر) الطلب وينسحبوا ويتركوا اصدقاءهم وحلفاءهم يواجهون مصيرهم مع إيران لخلط الاوراق وتهيئة المناخ لإعادة ترتيب خرائط المنطقة لماقبل عام1917بخرائط شرق أوسطية جديدة ثم ضرب إيران نفسها وتقسيمها بنفس ما حصل للعرب وهذا يبدو اقرب إلى مؤشر بوصلة اتجاه الأزمات وقواعد الاشتباك في تحالفات متعددة وغامضة الأهداف والغايات..
وبغض النظر عن غايات وأهداف مايجري في فلسطين وحشود البوارج في بحار المنطقة تظل كل التحليلات معتمدة على توقعات قد لاتكون هي وقد تكون تلك التحالفات ذات طابع ديني يتعلق بمفهوم المحافظين الجدد وتصورهم لعالم خالي من محور الشر كما يزعمون يستعجل ظهور( الكرباخ ) وتقود تلك التصورات الغيبية العالم إلى حرب كونية ثالثة .
الباحث/ علي محمد السليماني
11اكتوبر2023