بين تصعيد الاعلام السعودي "غير الرسمي" ضد المجلس الانتقالي، وتناسخ المكونات القبلية والمشيخية في محافظات الجنوب ، توجد رغبة سعودية في تدجين الانتقالي سياسيا باعلاء راية القبيلة الجنوبية في معترك السياسة "باسمها وصفتها الاعتبارية" بدلا عن "الشارع الجنوبي" الذي هو مزيج مجتمعي جنوبي جمعي والقبيلة ركيزة اصيلة في هذا المزيج وفق المزاج الجنوبي الوطني العام ، لكن رغبة الاشقاء في السعودية كما يبدو تعمل على اعادة ضبط المصنع في الجنوب سياسيا ومجتمعيا ولذا تهتم بتعريف وحدات بناء المجتمع الجنوبي مجزأة بدلا من وحدة مجتمعية واحدة، اي حسب القبيلة والمنطقة والتمايز الاجتماعي وربما المذهبي ان وجد وسينعكس ذلك على وحدة الارض الجنوبية والدولة الجنوبية بالضرورة.
لم يعرف عن الاعلام السعودي (الرسمي وغير الرسمي) الانحياز الى طرف دون آخر في الجنوب او التحريض على طرف ضد آخر منذ انطلاق عاصفة الحزم على الاقل، لكننا اليوم نشهد هجمة اعلامية سعودية مسعورة ومعادية للانتقالي ومصاحبة ومواكبة لعملية استنساخ المكونات القبلية والمشيخية في الجنوب من قبل اعلاميين وكتاب سعوديين عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وصلت حد تعميم كلمة "الشيوعية والشيوعيين" وفي احسن الاحوال "بقايا الضاحية الجنوبية" على كل جنوبي انتقالي او موالي للانتقالي وبالتالي للمشروع الجنوبي.
ان الكتابة تحت هاشتاج "الشوعيون الجدد"، او "بقايا الضاحية" وغير ذلك من مقززات الالفاظ التي يلجأ اليها بعض الكتاب السعوديين ليست مزحة اعلامية يمكن تجاهلها بل هي حرب اعلامية ممنهجة وموجهة بقصد النيل من الانتقالي اما بتدجينه او بتذعينه للاملاءات، وبرغم تعاطيه الايجابي مع سياسات الاشقاء لكن ذلك لم يشفع له ويجري الدفع باتجاه كسر إرادة شعب الجنوب الذي تطحنه الفاقة والعوز وتسحقه الخدمات والان يصرون على تمزيق وحدته بتعدد المكونات والولاءات وسحر الريالات.
يخلط البعض بقصد او بجهل بين دولة الجنوب المستقلة "ارض وشعب وهوية"، وبين السلطة في الجنوب او نظام الحزب الحاكم منذ 67_90م، وماكان مستخدم من مسميات او مصطلحات لم تعد صالحة للاستخدام اليوم لانتهاء زمنها وانتفاء الحاجة اليها اليوم، فلا الجنوب تحكمه ايديولوجيا الحزب الطليعي ولا روسيا شيوعية او حتى اشتراكية كما كانت في السابق.
الاخوة السعوديين الذين يتهموننا بالشوعية ، يشبهون اصحابنا في الجنوب ايام زمان ، عندما كانوا يتهمون خصومهم السياسيين بالعمالة للسعودية حينها.
اما وقد ذهبت السعودية وعانقت موسكو كحليف جديد والاحتماء بها من امريكا، لايصح اتهام الاخرين بالشيوعية ونفيها عنه، وكذلك الحال وقادة الجنوب السابقين إذ لايصح لهم اتهام خصومهم بالعمالة للرياض وهم من البطحاء وداخل.
شهاب الحامد
عدن 2023-7-23