تابعت بكل وعي وإهتمام فعاليات يوم الارض الذي وافق ٧ يوليو الاسود ، ولم اصدق ذلك الحضور الجماهيري المتعاظم ففي كل مدن حضرموت كانت المواكب تتزاحم للتعبير عن حضرموت الجنوبية ، وهذه الجماهير الحاشدة عبرت وبالصوت العالي والمدوي عن رفضها لمشروع المجلس الوطني الحضرمي الذي ولد معاقا ومشوهاً .
كما وتابعت الكلمات التي القيت بما فيها اغنية الربان والتي رددت بعض مقاطعها العرفان والوفاء للملكة العربية السعودية ودولة الامارات ، والذين وقفوا مع الجنوب في احلك الايام واشدها ، ويقيني الذي لا يتزعزع ان العلاقة لن تتاثر ابدا ولن تفرط دول التحالف بالجنوب تحت اي ظرف من الظروف .
وعن المجلس الوطني الحضرمي فبرغم الهالة الاعلامية الذي كرست له وحضور بعض الشخصيات السياسية الفيترانية
الا ان اعلان ذلك المجلس الهلامي لم ولن يشكل للجنوب اي هم او قلق، فقافلة الجنوب تمضي وتكتسح كل العوائق بل وحقول الالغام .
نعم ذلك المجلس خلط بعض الاوراق وبلبل بعض التفكير الا ان الامور قيد التحكم وبيد الانتقالي كل الوسائل لقلب الطاولة . ومن نافلة القول ان قيادة المجلس الانتقالي حرصت على توخي الصبر والتمهل والحكمة ، وهذا يجعل الناس في حالة طمأنينة وثقة .
على ان الحضور الجماهيري في يوم الارض رغم التهديدات والصعوبات بل واطلاق النار على المتظاهرين وجرح بعضهم ،فان يوم الارض شكل صفعة قوية ومدوية اطاحت بفكرة المجلس الحضرمي الذي هو اليوم في حالة نكوص وتقوقع ، فلقد بدد يوم الارض فكرة ان حضرموت لها ميولها التي تقصيها وتبعدها عن ارض الجنوب .يقول الشاعر
واذا اراد الله نشر فضيلة
طويت .اتاح لها لسان حسودِ
ولقد اراد الله ان لا تطوى مشاعر واخلاص المواطن الحضرمي نحو هويته وارضه وجنوبه ، فجاءت هذه الفعالية لتثبت ان حضرموت لن تعزل عن جنوبيتها وتاريخها وهويتها ومصيرها .
على انني اطمئن نفسي في ان الجنوب قد اتقن الكفاح والمقاومة بل ان المقاومة في جيناته الوراثية ، فاذا جد الجد لن يتوانى الشعب الجنوبي في تحرير ارضه
واعلان استعادته لدولته .
واذكر قيادة مجلس الانتقالي ان الحلفاء لديهم مشاريعهم وبرامجهم ولسنا في حالة طاعة واذعان لهم ، ضد اهدافنا ومصالحنا وقضايانا الوطنية . وان الحليف عليه ان يقدر ان الراي هو في تداوله وليس بالفرض والاملاء . اخيرا لقد اعلنت حضرموت موقفها وعبرت عنه في يوم الارض وهذا لدليل قاطع على ان مشروع المجلس الوطني الحضرمي ليس سوى ذكريات حزينة لتمثيلية عبثية مرتجلة .
فاروق المفلحي