لأداء فريضة الحج يتسابق الحضارم في الزمن الماضي رغم شح ذات اليد والظروف الصعبة للوصول الى الاراضي المقدسة بمختلف وسائل النقل بالبر يغادرون بالسيارات عبر الصحراء وصولا الى نجران بسيارات الشحن نص او ماتعرف بالونيت والتي يطلق عليها في المدن الحضرمية التي يتجمع فيها الحجاج كسيؤن وشبام ( الشروقيات) إذ ان محطة السفر البري في شبام من البطحاء واليها يفد حجاج من من خارج شبام كدوعن وقعوضه وكل المناطق الغربية وكذا رعايا سلطنة القعيطي من شرق وادي حضرموت كون المدينة عاصمة لواء ويمنح النائب أو من ينوبه الإذن وهي ورقة رسمية للحجاج إضافه الى أن التطعيم في ذلك الوقت من مستشفى شبام وسيؤن فقط للداخل الحضرمي وظل الحال حتى عام 1960م ومابعده وأن رغب الحاج السفر عبر المكلا بالبحر فأن التطعيم والإذن بالسفر معه أو إذ رغب في اخراج جواز سفر فان التسهيلات تقدم له مادام الاذن والتعريف صدر من الجهة التي يسكن بها شريطة صدورها من مكتب اللواء(المحافظه) كذلك فأن السفر عبر الطائرة من الوادي يتم الحجز في شركة خطوط عدن الجوية التي اعتمدت مكاتب_ المكلا_ سيؤن _ شبام لحجز تذاكر السفر وتقلع الطائرة من الغرف الى المكلا ثم الى جدة إلا ان حجاج حضرموت معظمهم يغادر عبر ميناء المكلا أو بالبر الى نجران .
الحجاج الحضارم قبل أكثر من نصف قرن سواء من السلطنة الكثيرية الحضرمية أو السلطنة القعيطية الحضرمية وبموجب الإحصائيات لموسم حج1379 1960م بلغ 1325 حاجا وهو عدد كبير مقارنة بعدد سكان حضرموت حينذاك وصعوبة دفع تكاليف السفر لاداء الفريضة والمشقة وطول الطريق إن كان برا او بحرا .
وفي موسم الحج لعام 1960م عزم سلطان الدولة القعيطية الى الحج وابرق الى الجهات الرسمية بالمملكة العربية السعودية فكان الرد مرحبا به من الملك سعود رحمة الله عليهما وغادر السلطان عوض بن صالح بن غالب برفقه إبنه الأمير عمر ومعهم المفتش الأقليمي احمد العطاس على متن الباخره ( عرفات)وفي ميناء جده أستقبل من ممثلين بالديوان الملكي وعدد من الوزراء والأعيان وكبار التجار الحضارم والتقى بالملك سعود عقب أداء فريضة الحج وعاد جوا من مطار جده الى مطار الريان بطائرة خاصة تابعة لآل بن لادن واستُقبل رسميا وشعبيا كما عاد الحجاج الحضارم بنفس خط رحلتهم الذي سلكوه سواء برا او بحرا وقله جوا وتروج شركات السفر البحرية والجوية الوحيدة قبل
الحج عن أسعارها إذ أعلنت خطوط عدن الجوية للحجاج بأنها سوف تنقلهم على طائرات (الارجانوت)من المكلا الى جده موسم الحج عام 60م وحددت الاسعار في التالي للحجاج:
حامل الجواز السعودي ذهاب
650 شلن وذهاب واياب 1200 شلن
حامل الجواز اليمني بنفس السعر سواء للذهاب والذهاب والاياب حامل الجواز القعيطي بنفس السعر اضافه الى سعر الكرنتين أو الضمان حددت لحامل الجواز السعودي واليمني 6 شلن وللجواز القعيطي186 شلن!
وعلى العموم فان سفر الحجاج الحضارم يكون عبر البر الأكثر فالبحر ثانيا أما الطيران فمن
يختارون السفر بواسطته اقل عدد . . وكثيرا ماتتحمل السلطنة القعيطية مشاكل حجاج عرفوا اصطلاحا ولدى عامة الناس ب:
( الدراويش) وهم حجاج من مسلمي الهند وحجاج باكستان يخرجون من بلدهم سواء بالتنقل برا ويجتازون الحدود بدون وثائق ويصلون الى حضرموت الداخل ولعل من عاش فترة الخمسينيات والستينيات يتذكرهم كانهم بدو رحل وكثيرا ماتلقي الدوريات الحضرمية القبض عليهم إلا أنهم يحصلون على إذن مؤقت للدخول الى
الأراضي السعودية من الحدود القعيطية بورقه سماح ويطعموا مجانا وتتم إعادتهم الى بلدهم ففي 1959م فقط فأن أكثر من 200 حاج باكستاني تسللوا الى الارض الحضرمية وغادروا بالسيارات وفي نجران اوقفوا وأبرقت السلطات الحضرمية للملك السعودي الذي أعطى أوامره لأمير نجران السماح بدخولهم للحج على ضمان سلطنة القعيطي وجرت تفاهمات بعد ذلك إذ أنه وفي عام 1960م وصل كذلك اكثر من 300 هندي وباكستاني إلا أن سلطات الامن والهجرة الحضرمية أوقفتهم بالحدود وأعادتهم من حيث قدموا .. كما أن المقيمين من أبناء حضرموت بالسعودية يحج منهم كل عام مايساوي أو يزيد على عدد أقرانهم الذين قدموا للحج من الوطن .. وهكذا فالحج فريضة دينية في كل موسم يتوجه الحضارم باعداد كبيره حينها غير مبالين بوعثاء السفر الطويل
#علوي بن سميط