عن متابعاتي للزيارة التي استطيع ان اسميها ( الزيارة التاريخية ) لسلطان يافع بني مالك إسكندر حمود محمد هرهرة . حيّاه الله، الى حضرموت ، فقد اتت ثمارها الوفيرة ، واثبتت حضرموت التي تستحق وبجدارة اسم الجنوب انها تكن إحتراما وحباً ووفاءً ليافع خاصة وكل الجنوب عامة .
طاف موكب السلطان اسكندر في المكلا وفي الوادي وفي مدن كثيرة واستقبل من قبل قبيلة بني هرهرة الحضرمية ،كما وحضر الى احد المناسبات الاحتفالية حفيد السلطان عمر الكثيري (السلطان خالد الكثيري) والقى كلمة ضافية ونوه فيها الى متانة العلاقات التاريخية ، وانه اليوم كاحد احفاد السلطان عمر الكثيري يبرهن ان حضرموت تحتفظ برصيد عظيم لقبائل يافع التي كانت العون والمدد لحضرموت .
وفي كلمة ألقاها السلطان خالد الكثيري للترحيب بزيارة السلطان ( اسكندر بن حمود بن هرهرة اليافعي) أكد فيها ان يافع جزء من النسيج الاجتماعي في حضرموت وقال السلطان الكثيري لو عدنا الى التاريخ فأن كثير من القبائل نزحت الى حضرموت الاّ قبائل يافع فهي جزء لا يتجزا من النسيج الاجتماعي الحضرمي .
على ان الزيارة جاءت في توقيتها المناسب
فالجنوب على مشارف متغير وطني عظيم ودار في أحايين كثيرة بعض اللغط حول هوية حضرموت ، وامالها في ان ان تكون لها سيادتها على ارضها ، فجاء الخبر السعيد ان الجنوب العربي سيختار مسمى الجنوب ( دولة حضرموت العربية الاتحادية ) ولا غرابة في ذلك فمن الانصاف للجنوب هذه التسمية على ان بلاد حضرموت هي مهد الحضارات وقلب الجنوب النابض وارضه الواسعة المديدة .
وعن سلاطين يافع وهم السلطان اسكندر بن هرهرة ، سلطان يافع بني مالك ، والسلطان نوّاف فضل العفيفي سلطان يافع بني قاصد ، فهم من تراضت عليهم يافع كمرجعيات ووفدوا من حضرموت فاصبحوا رموزا ليافع ، واختارتهم يافع لعلمهم ورشدهم وشجاعتهم فاستعانوا بهم في الحكم الشرعي ثم سلمتهم يافع شرف قيادتها في الحملات العسكرية فكانوا خير من جمع شمل يافع وذادوا عنه ، بل وخير من لقنوا الغزاة مرارات الهزائم بملاحقتهم الى عقر دارهم .
أملي بل امنيتي ان يتم الترتيب مستقبلا لزيارة سلاطين حضرموت والمهرة ، لزيارة يافع ، فهنا تتوطد العلاقات وننعش الذاكرة الوطنية ، على ان للحضارم في يافع رصيد عظيم من الاجلال والاحترام ، ولاشك اننا بحاجة ماسة الى مثل هذه الزيارات المتبادلة بين حين وآخر وبين كل محافظات الجنوب فهي من الاهمية لتوطيد عرى العلاقات القبلية والاجتماعية على ان قبائل الجنوب بمختلف مناطقها تتجانس ويشدها الوعي الوطني ولا تعاني من مرهقات ( الصرعة ) والعصبية .