عن مسمى الجنوب

2023-05-23 13:51


استمعت الى خطاب الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي في احتفالات حضرموت بالذكرى ٢٩ لإعلان فك الارتباط ، والذي تزامن مع انعقاد البرلمان الجنوبي . وردت في خطاب الرئيس عيدروس جملة عن مقترحات مسمى الجنوب وذكر ان هناك ثلاثة اسماء تم تداولها وهي :
دولة حضرموت العربية المتحدة
دولة الجنوب العربي الفيدرالية
والاسم السابق للجنوب قبل الوحدة .

وهناك توقعات ان يتم الاعداد لاستفتاء قادم حول مسمى الجنوب ، وكذلك حول دستور الدولة والتقسيمات بين اقاليم وولايات ومقاطعات . وما انا بصدده هو انني كنت في حديث مع زملاء حول التطورات التي يشهدها الجنوب وحول الميثاق الوطني وكذلك ما هو انسب اسم له دلالاته التاريخية العظيمة للجنوب .

واذا تحدثنا عن عراقة المسمى فدولة الجنوب العربي عمرها بحدود نصف قرن وكذلك جمهورية الجنوب الديمقراطية فقد اعلنت في يوم الاستقلال وبضغط من الجناح اليساري في الجبهة القومية . اذن كل هذه الاسماء ذهبت وتبدلت ولم تعد تذكر اليوم الا في الكتب واحاديث الذكريات .
اذن علينا ان نعود الى التسمية الثابتة حتى اليوم وهي (بلاد حضرموت) ولاسباب كثيرة تستحق الجنوب هذه التسمية ، ومنها رسوخ هذا الاسم عبر التاريخ وحتى اليوم ، بما في ذلك دور الشعب الحضرمي العظيم في فتح بلاد اندنوسيا ( ان صح التعبير ) وهذا من اعظم الفتوحات الاسلامية اي فتح اسلامي غير عسكري وبفضل الله ومن ثم الحضارم اسلم ٢٤٠ مليون يقطنون ٧ الف جزيرة وهذا بحد ذاته منجز تاريخي يسجل للحضارم وليس سواهم وكل ذلك بفضل سيرتهم وتعاملاتهم ورقي اخلاقهم وقيمهم ولن ننسى تاثير الشعب الحضرمي في تنزانيا والحبشة والصومال واريتريا وجيبوتي وجزر القمر وتشاد وبفضل الحضارم تحولت بعض دول افريقيا الى الهوية العربية وهذه تاثيرات عظيمة وتعتبر من اروع المنجزات الثقافية في التاريخ .

على ان تسمية دولة حضرموت لها دوي في الاسماع وفي كل بقاع العالم بل وترمز الى ثقة عند الناس واهمية التسمية يعد اعترافاً بتاثير الحضارم الديني الوسطي ودورهم في التجارة بل ومن الذكاء كسب الجالية الحضرمية التي تزيد عن ٥ مليون مواطن في اندنوسيا ومليون مواطن في دول الخليج ، وكذلك عرفانا واعترافا لما ساهموا به الحضارم من تحولات دينية ونهضات ثقافية وتجارية وصناعية في دول شرق اسيا وشرق افريقيا والخليج .

دعونا نفكر ( خارج الصندوق ) ونمنح الجنوب مسمى تاريخي فحضرموت ثقافة وكثافة سكانية ومساحة شاسعة وهي في مهجة التاريخ ، وتستحق هذا التكريم ولنتذكر الدور الريادي لهذا الشعب الطيب كما ان في ذلك كسبًا وجذباً لرجال الاعمال الحضارم في اندنوسيا وماليزيا وسانغفورة ودول الخليج العربي .

وعن الاسماء فلقد اتت وذهبت فلقد تنازلنا طوعاً في يوم اعلان تلك الوحدة المشؤومة في ٢٢ مايو ، تنازلنا عن عاصمتنا عدن وعن علمنا وعملتنا واسم دولتنا ، فخسرنا كل شيء في تلك التضحية الجسيمة ! فلماذا لا نتنازل بتسمية دولة ، حضرموت فهي المساحة والثروة والوسطية والتاريخ العريق وهي المدد السكاني والاطلالة البحرية الممتدة من البحر العربي الى المحيط الهندي .

واذكر القراء ان رئيس البرلمان الجنوبي اللواء احمد سعيد بن بريك ، ذكر في كلمته في الدورة السادسة لانعقاد البرلمان الجنوبي في المكلا ، ان التسمية المقترحة للجنوب ستكون (دولة حضرموت العربية المتحدة) وهذه تسمية تشكل الاعتراف بمملكة حضرموت التليدة والتي تستمد مجدها من تاريخها وسمو شعبها وعراقته .
وترجمة الاسم كأجتهاد ب United Arabian State Of Hadramout



*- فاروق المفلحي