أجرت صحيفة الجنوبية حوار مع الشيخ الفاضل حسين بن شعيب رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية تناولت فيها اخر المستجدات على الساحة الجنوبية وموقف الهيئة الشرعية من التباينات الحاصلة بين قوى الحراك ومختلف القضايا المتعلقة بالشأن الجنوبي ولأهمية الحوار قام ‘‘شبوة برس‘‘ بإعادة نشر اللقاء.
فإلى تفاصيل الحوار:
كيف هي قراءتك للمشهد الراهن على الساحة الجنوبية خاصة في ظل تنامي التباينات؟
- بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. اولا اشكر صحيفة الجنوبية ورئيس تحريرها الاستاذ ناصر القاضي وطاقم تحريرها على هذه الاستضافة ونزولهم الى منزلي وانا من اشد المعجبين بهذه الصحيفة ومتابع لمقالاتها وتقاريرها.
- اما بالنسبه لسؤالك فانا انظر الى الواقع الجنوبي من زاويتين الاولى ما نراه من ثبات الشعب الجنوبي على مبداءه وتمسكه بهدف الاستقلال والتحرير غير مبالي ما يجري من تباينات وللاسف الصراعات الجنوبية في ساحات الثورة الجنوبية – الزاوية الثانية نرى ان الفجوة او الهوة تزداد من وقت لاخر بين مكونات الثورة الجنوبية التي تتصارع على الزعامات وعلى ان ينسب لنفسه الفضل للزخم الشعبي والجماهيري الذي يشهده الجنوب ، امام هذه الازدواجية بين القاعدة الشعبية للثورة الجنوبية ومكونات الثورة الجنوبية نجد ان افق الوعي السياسي هو العنصر المفقود عند بعض القيادات والتي استطيع ان اقول انها لم تستوعب المتغيرات السياسية على الساحة العربية والمستجدات التي تمر بها المنطقة، اضافة الى التحديات التي تواجهها ثورة شعب الجنوب السلمية. ولذلك ارى ان الواجب ان يتداعى العقلاء من كل شرائح المجتمع الجنوبي لانقاذ الثورة الجنوبية حتى لا يتم الالتفاف عليها ، كما تم الالتفاف على كثير من ثورات الربيع العربي.
ذكرت في سياق اجابتك ان صراع حزبي داخل مكونات الحراك، كيف هو هذا الصراع؟
- في ظني ان الصراع بين المكونات هو نتيجة الارث الماضي الثقيل الذي عانى منه شعب الجنوب وكان سببا في ضياع الدولة الجنوبية ولذلك لا زال البعض يتعامل مع الساحة الجنوبية بعقلية الماضي ومفردات بغيضة كالاتهام بالخيانة والعمالة توجه لكل من خالف الراي او تباين معك في المفهوم السياسي وكذلك اساليب الاقصاء والتهميش الذي يمارسه البعض حتى في ظل المكون الواحد هو جزء من الصراع الذي شكل كموقف سياسي عند البعض لا يمكن ان يتخلص منه ، ولهذا ما كنا نعاني منه قديما من التهام كل صاحب رأي حر بانه عميل وانتهازي وكيل التهم له وتقسيم الناس الى فئتين مثلما كان قديما الزمرة والطغمة هو السائد الان عند بعض المكونات في نظرهم للمخالف لهم في الاساليب والوسائل واعتقد ان كلامي في هذا الجانب واضح والحليم تكفيه الاشارة.
هل تجد في ظل هذه التباينات من يد لوجود الاشتراكي اوالاصلاح؟
- انا لا استبعد ان يكون للقاء المشترك ككل ضلع في ما يجري على الساحة الجنوبية من صراعات ومناكفات حزبية لان هناك عناصر تسوق نفسها انها قيادات في الثورة الجنوبية لا زالت مرتبطة باحزاب اللقاء المشترك وتنتهج سياستها ولذلك ادعو امثال هؤلاء ان يكفوا عن اساليب اللف والدوران ويحددوا موقفا واضحا من كل المجريات التي تمر بالساحة الجنوبية ولا يقفوا حجر عثرة امام تطلعات وآمال الشعب الجنوبي في سعيه للتحرير والاستقلال.
على ذكر مصطلح الطغمة والزمرة ، هل ترى من وجود للمناطقية في الحراك؟
- الملاحظ في الأونة الأخيرة أن المناطقية بدأت تطفوا على السطح وتطغى حتى على التعامل فيما بيننا ولذلك نسمع من ان عدن للعدنيين وينادي بدولة حضرموت الكبرى ، كما اننا نرى ونسمع تصنيفا عند البعض لابين ولحج والضالع ويافع وهذه كلها من اثار السياسات الظالمة التي عانينا منها في الجنوب، ولذلك نحن في الهيئة الشرعية ننأى بانفسنا عن هذه المناطقية الجاهلية وندعو كل ابناء الجنوب الى ان يكونوا نسيجا واحدا ولحمة متماسكة امتدادها الجغرافي من جزيرة ميون الى سقطرى وحدود عمان وعاصمتها عدن ولذلك نقول على الجميع ان يتقوا الله ولا يتعصبوالمنطقة دون اخرى ونقول كما قال رسول الله (ص) “دعوها فأنها منتنة”.
الهيئة الشرعية في راي الشارع الجنوبي لم تحقق الامال المرجوة منها، ما رأيك؟
- اعتقد ان مثل هذا الكلام ظلم للهيئة الشرعية لانها قائمة بدور عظيم فدورها دعوي وارشادي كما انها قائمة برسالتها الدينية في الافتاء والكل يعلم ان الهيئة الشرعية ردت على الفتاوى التكفيرية من قبل علماء نظام الاحتلال كما ان لمنتسبي الهيئة الشرعية دورهم في اداء رسالة الجمعة واضح للعيان ، حيث ان الهيئة لها اكثر من عشرين منبر في كل جمعة من عدن الى حضرموت، اضافة الى المحاضرات الدينية والتوعوية التي يقوم بها اعضاء الهيئة الشرعية في كل مدن ومحافظات الجنوب وفي شهر رمضان نشاط الهيئة يعرفه الجميع ، حيث تشارك في الامسيات الرمضانية بالتنسيق مع مجالس الحراك في المحافظات ونشطاء الثورة الجنوبية وكذلك نقل صلاة التراويح مباشرة عبر قناة عدن لايف وهذا طبعا باشراف الهيئة الشرعية ولا يخفى عليكم مسابقات حفظ القرآن الكريم والذي هو جار على قدم وساق في رمضان تحت اشراف الشيخ محمد مشدود والاستاذ عبدالرحمن قطن اما دورنا السياسي فهو يتوازى مع نشاط كل الجنوبيين غيراننا ننئ بانفسنا عن الصراعات والمناكفات القائمة عند بعض اخواننا وللاسف الشديد.
ما ذكرته عن دور الهيئة الشرعية في الجانب التوعوي صحيح ولا ينكره الا جاحد بالاضافة الى تصدي الهيئة لفتاوى علماء الاحتلال لكن الاهم من ذلك هو ان الجماهير كانت تأمل من الهيئة الشرعية ان تكون المرجعية الجامعة لمكونات الحراك ومرجع أي خلاف ، لماذا لم تكن كذلك؟
- كما اسلفنا في الاجابة عن السؤال السابق اننا ننئ بانفسنا عن أي خلاف ونقف مع الجميع على مسافة واحدة ونحن لنا تواصل مع جميع قيادات المكونات دون استثناء وعلاقاتنا مع الجميع طيبة ونبذل النصيحة والمشورة للجميع ونتعاون معهم في حدود ما نقدر عليه ولكن كما تعلمون ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، المشكلة ليست في مرجعية الهيئة الشرعية ، فالهيئة مرجعية لكل الجنوبيين في الجانب الشرعي شئنا ام ابينا ولكن المشكلة هي غياب المرجعية السياسية ولذلك اصبحت القضية كطائر مقصوص الجناح فاحد اجنحتها مكتمل وهو الهيئة الشرعية ممثلة بالهيئة الشرعية الجنوبية، والجناح الاخر هو الجناح السياسي لازال مقصوصا فلو وجد لاكتملت المرجعيتين، ولتجاوزنا كثير من الاشكاليات التي نعاني منها فسببت لنا ازعاجا في ساحات الثورة الجنوبية.
يا شيخ الشعب في الجنوب كان يأمل من الهيئة الشرعية ان تجلس مع الجميع وتبحث عن مكامن الخلل وتقول للمخطئ انت مخطئ لكن لم تفعل الهيئة ذلك.
نحن طبعا لنا جهود في ذلك وان كانت غير معلنه ولا زلنا نبذل المزيد من الجهود في هذا الجانب ولكن الذي يلاحظ ان البعض يتعمد الخلاف لمجرد الخلاف لحاجة في نفسه لا نعلمها ولذلك نرى ان الوقت غير مناسب ان نصف الناس بأن هذا مخطئ وهذا غير مخطئ لاننا متواصلون مع بعض الاطراف لايجاد الاصطفاف الجنوبي كمشروع د. محمد حيدرة مسدوس وكذلك المساعي التي يبذلها تيار مثقفون من اجل جنوب جديد اذا تكللت كل هذه الجهود بالنجاح فبعد ذلك انشاء الله لكل حدث حديث.
ماذا عن زيارتكم لبيروت ولقاءكم بالرئيس البيض؟
- الزيارة هذه كانت بناء على طلب السيد الرئيس علي سالم البيض وقد سافرت بيروت عبر القاهرة املا في الالتقاء بالرئيسين علي ناصر والعطاس ولكن لم اوفق في لقاءهما وفي بيروت التقيت بالرئيس البيض واحتفى بي كثيرا واطلعته على مجريات الاوضاع السياسية والثورية في الجنوب، واوضحت له رؤية الهيئة الشرعية تجاه ما يجري وكان اهم رسالة اوصلتها اليه انني طلبت منه ان لا يصنف نفسه في مكون دون اخر بل عليه ان يكون ممثلا لكل الشارع الجنوبي سيما وان له حضور في المشهد الجنوبي قاطبة وطلبنا منه ان يبذل كل ما يستطيع لحل اشكاليات مجلس الحراك السلمي خصوصا في عدن وحضرموت والحق يقال ان الرئيس تقبل مني ذلك وقال انه سيأخذ مني النصيحة بعين الاعتبار وهو قائم بدوره كقيادي من التاريخ الجنوبي يهمه ايصال شعب الجنوب الى استعادة دولته ولن يحيد عن خيار التحرير والاستقلال كان ايضا من نتائج زيارتي الى بيروت تسجيل حلقات رمضانية لقناة عدن لايف ، حيث سجلت 30 حلقة في برنامج من وحي الصيام لا زال يقدم كل يوم قبل الافطار في شهر رمضان.
هناك العديد ممن ذهبوا الى بيروت والتقوا بالسيد الرئيس عادوا يشكون ثمة مضايقات تحول بينهم وبين محادثة الرئيس بما يدور على انفرادية هل واجهت ذلك؟
- لا لم اواجه شيء من ذلك والسبب انني لست طرفا في هذه الصراعات، ولكن الاخ الرئيس علي سالم البيض من الواجب عليه ان ينفتح على الجميع وان كان مختلفا معه ولا يحشر نفسه في زاوية بها يصنف انه مع المكون الفلاني دون الاخرين ، اسمع ان اهناك شكوى من مضايقات من اعضاء مكتبه لكن بالنسبه لي لم يحصل لي أي مضايقات لا من مكتبه ولا من غيره. وعندما التقيت بالرئيس كان اللقاء الاول ثنائي بيني وبينه فقط ، حيث طلب كم اعضاء مكتبه مغادرة المكتب واللقاء الثاني كان بعد وصول الشيخ محمد رمزو كان لقاء وديا تناولنا فيه دور الهيئة الشرعية في الثورة الجنوبية وواجبنا في ايصال رسالتنا الدينية المتمثلة بالوسطية والاعتدال الى شعبنا الجنوبي وعرضنا عليه برنامجنا الديني والدعوي والتوعوي وقد وعدنا بالتعاون معنا ومساعدتنا ونصحنا نحن في الهيئة الشرعية ان لا ننحاز لطرف دون اخر وان نبقى مرجعية للشارع الجنوبي ونقف مع الجميع على مسافة واحدة وثمن دور الهيئة واشاد بجهدها وتمنى لنا التوفيق والنجاح في مهامها وعلى ضوء ذلك هو من فوضني للاشراف على حملة المليون بصمة والتواصل مع اللجنة الراعية لتلك الحملة وهذا ما تم ولله الحمد.
الى أي مدى لا زالت الهيئة الشرعية متماسكة؟
- الحمد الله الهيئة الشرعية لا زالت متماسكة وكل من يحاول شق صفنا الحمد لله يكون مصيره الفشل وهناك اتفاق علي عند اخواني جميعا بدون استثناء ان اكون على رأس الهيئة ونحن بعد رمضان انشاء الله بصدد اشهار فروع الهيئة الشرعية في محافظات الجنوب الست وبعض مديرياتها وعلى الجميع ان يطمئن ان الهيئة متماسكة اداريا وتنظيميا وربما هي الهيئة الوحيدة الموحدة فكريا لا يوجد بينها تباينات في الرؤى والافكار والايام انشاء الله كفيلة ان تبرهن لكم المزيد من المصداقية في شروع الهيئة الدعوي والارشاد والله الموفق.
كلمتك الاخيرة؟
- اكرر شكري وتقديري لصحيفة الجنوبية ولطاقمها الاداري والاعلامي المتميز ونصيحتي لكل شعبنا الجنوبي ان يترفعوا عن كل الصغائر والخلافات الجانبية وان يرتقوا الى حجم قضيتنا العظيمة وان نجعل الحق نصب اعيننا فالحق احق ان يتبع ولذلك اقول للجميع لا داعي لان نتهم بعضنا البعض بما لا يليق ، فشعبنا عاقد فينا الامل بعد الله ولذلك علينا ان لا نخيب ظن شعبنا فينا ونسأل الله ان يصلح فساد قلوبنا وان يلم شملنا ويجمع كلمتنا ويوحد صفنا انه على ما يشاء قدير وبالاجابة جدير.