إستمعت بكل حرص ووعي الى مقابلة ضافية بثتها قناة عدن المستقلة في برنامج - المشهد الجنوبي - وكان اللقاء مع الضيف الدكتور صالح محسن رئيس اللقاء الجنوبي التشاوري .
تحدث الدكتور الحاج بلغة هادئة ورصينة على ما أنجزه الفريق وطوال أشهر طويلة من العمل المخلص في لقاءآت مثمرة ، مع كل القوى الوطنية بما فيها كل مكونات الحراك ومنظمات المجتمع المدني والسلاطين والسلطات المحلية .
وما اوضحه د الحاج ان تلك الحورات المهمة كانت تمهيداً للملتقى التشاوري الجنوبي ، والذي سيعقد في العاصمة عدن في اليوم المشهود ٤ من مايو ،والذي يتزامن مع ذكرى تفويض الرئيس عيدروس في اعلان عدن التاريخي .
واشار الدكتور الحاج الى ان هناك عمل حواري منفتح ومخلص سبق الدعوة لهذا الملتقى ، واضاف لقد تواصلنا وتحاورنا مع الجميع دون استثناء ، وشمل كافة المكونات الجنوبية والسلاطين والشخصيات الاجتماعية والمثقفين ، بل وشملت اللقاءآت ممثلين عن المرأة والشباب والنقابات وكل اطياف المجتمع الجنوبي ،وافاد فقد توافقنا الى ان حددنا يوم ٤ مايو وهو يوم مشهود لنعلن انعقاد مؤتمر التشاور في العاصمة عدن .
وتطرق الدكتور صالح محسن الحاج في تلك المقابلة في ان الهدف من هذا الملتقى هو الخروج بميثاق وطني يضع الرؤية لمسار الجنوب كدولة اتحادية ليصبح الميثاق الوطني الاساس
لاعلان الدستور الجنوبي مستقبلاً .
ما شدني في هذا اللقاء الذي استمر لقرابة ساعة ، هو ما تطرق اليه الدكتور الحاج في ان قيادة المجلس الانتقالي ممثلة برئيس المجلس عيدروس بن قاسم الزبيدي حفظه الله ،والذي اكد على اهمية التحاور مع الجميع دون استثناء وكما نقل عن
- عيدروس -ان الحوار منهجنا ومن لا يرغب بالقدم للحوار معنا فسوف نذهب للتحاور معه ! واكد ان الحوار والتوافق طوق نجاة الجنوب .
كما تحدث الدكتور الحاج واسهب في موضوع الحوارات واهميتها حيث نوه ان رفضنا للحوارات ،كان هو السبب في كل تلك المآسي التي احاقت بالشعب الجنوبي بل ان -د الحاج - نوه الى اهمية تفعيل - العدالة الانتقالية - وتعني - العدالة الانتقالية- والتي طبقت في تشيلي وجنوب افريقيا ، الاعتراف بالخطأ والاعتذار لمن لحقهم الضرر في فترات ماضية ، ونوه ان ذلك يدعونا ليس فقط لاعلان الاعتذار بل وجبر الضرر ، واكد ان ذلك هو هدفنا لنتخلص من الاثار المؤلمة والجائرة والتي تسببتها الصراعات العدمية في الجنوب وكان ذلك مرده رفض الحوار وسياسة التصنيف والاقصاء والتخوين بل والسحق .
وكرر -الدكتور الحاج -ان هذا الملتقى لا يستثني احداً ، سواء ًاحزاب او مكونات مجتمعية، بل انه ذكر ان هناك شخصيات مهمة جنوبية دعيت لحضور هذا الملتقى للخروج بقرارات تشكل للجنوب بداية امال ملموسة ووطيدة للاقلاع الى المستقبل .
توقفت عند جملة ذكرها -الدكتور الحاج-وقال ان الفيلسوف - هيجل - يقول ان هناك في مسيرات الامم وحياتها ما يطلق عليه - روح التاريخ- ومكر التاريخ -! واكد على اهمية استحضار روح التاريخ الملهمة للتصالح والتعايش ، والاّ وقعت الامة في - مكر التاريخ - والحقيقة فالجنوب آن له ان يستحضر روح التاريخ لينجو من امكاره وويلاته .
آلا تلاحظون ان المسلمين يعيشون -مكر التاريخ- وان ذكرياتنا الغابرة المؤلمة والدامية نستحضرها بين حين وآخر فتشكل لنا هذه الامكار حالة من الحقد نحو بعضنا فنفتك بالوطن وبانفسنا .
استغلت صنعاء مكر التاريخ فسلطت علينا عبر إستعادة تلك الامكار بعض من قادة الجنوب وفئاته التي اقصيت فأصبحوا العون والسند للعدو بل والخنجر الذي امتد الى ظهورنا في حرب ٩٤م لهذا فلقد آن للشعب الجنوبي ان يتدارك نفسه وان يسدد خطاه على دروب الحوار والمصالحات ، فبدون الحوارات -الغير متربصة- ستذهب ريحنا وتتبدد امالنا فنبعث امكار التاريخ لتحرقنا بنيرانها كالهشيم .
واخيرا هناك سؤال ؟ وهو هل سينجح هذا الملتقى التشاوري الذي لا يفصلنا عن موعد انعقاده سوى ايام ؟ والجواب نعم سينجح وفي توقع الجميع ، واتمنى حضور الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي واللواء احمد سعيد بن بريك الى هذا الملتقى التاريخي المبارك لبعث روح الحماس والتكاتف والثقة ، فكلماتهم الى الملتقى ستعيد تشكيل وعينا والفتنا بل والدواء الذي يُبسلم جراحاتنا .
فاروق المفلحي
.