اليوم السبت الموافق ١٨ مارس ٢٠٢٣م ينزل الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي ووفده المرافق ضيفا على العاصمة الروسية موسكو ، وسبق هذه الزيارة لقاءآت ومشاورات مع السفير الروسي كما انها الزيارة الثانية لبلد تربطنا به روابط تاريخية مبنية على الثقة الوطيدة والمطمئنة .
وعن الزيارة فرغم ان هناك من قلل من اهمية الزيارة وانها فقط تأتي كزيارة علاقات عامة ، ولن تفضي الى تحول في موقف موسكو فيما يتعلق بالحنوب ، على ان ذلك من حق اي كاتب او محلل في ان يعبر ومن الوجهة التي يرى فيها منعرجات الاحداث وتطوراتها ، لكن وكحقيقة فأن هذه الزيارة بتوقيتها تأتي بعد تطورات اقليمية ملهمة ، بل وتأتي بدعوة من موسكو لذا فهناك من يعول على هذه الزيارة وانها ستشكل بداية البحث عن حل لقضية الجنوب واحلال السلام المستدام بين الشطرين .
على ان القادة الروسية يدركون ان الجنوب ليس فقط دولة عابرة في تاريخ العلاقة بهم بل ان الجنوب لم تزل تشكل اواصر علاقات متينة من التعاون والمصالح فروسيا هي التي شكلت الداعم القوي للجنوب بعد استقلاله ، وطوال عقدين من الزمن كما ان روسيا اسست لمشاريع مهمة ومنها الاكتشافات النفطية وكذلك محطة الكهرباء ، الكهرو حرارية ومشاريع اخرى واهمها بناء الجيش الجنوبي وتدريبه وفتح الجامعات لدراسة الطلاب الجنوبيين بحيث اصبحت في فترة من الفترات اللغة الروسية هي اللغة الثانية في شوارع عدن .
ماذا نتوقع من هذه الزيارة والتي تأتي بعد تدشين العلاقات بين ايران والمملكة برعاية الصين ؟ والحقيقة فان التنبؤات تبقى رجماً بالغيب ، ولكن ما تتوفر من معلومات هو ان الجنوب اليوم تشكلت بنيان دولته وامتداداته العالمية في بناء علاقات وثيقة تتوسع وتتوطد بعد اسس الجنوب لجيش مهاب وعالي التدريب ، واثبت انه الاقدر على كسر سطوة الارهاب ، وحقيقة فان الجنوب اليوم يمتلك الندية في الحوار المباشر مع انصار الله في صنعاء بل ويحضى الجنوب باحترام دولي يدلل على ذلك ان هذه الزيارة سيعقبها زيارات قريبة الى دول مهمة .
هل الجنوب على مفترق طريق؟
والحقيقة فان الجنوب اليوم لم يعد يتمنى ان يحقق اهدافه بل انه قد حقق اهدافه بكل اصرار وعزيمة ، فهذه ارضه محرره وهذا جيشه واعلامه وامنه ومؤسساته . على اننا وطن يمتلك امكانيات زاخرة في ثرواته وموقعه وبحاره وجزره بل ان الجنوب دولة كاملة الدسم وزاخرة بالخيرات وسيعم خيرها الجميع.