المتتبع السياسي لقضايا الشعوب يجد أن القطيعة لايمكن أن تستمر إلى مالا نهاية فمهما كان التباعد لابد من التقارب ثانية..
هذه الأمورمحسومة بإنتهاء العائق الذي أوجد هذه القطيعة..
والأمور ليست محفوفة بقلق عودة العلاقات السعودية الإيرانية فكل منهما بلد له إستراتيجيته الخاصةفي العلاقات الدولية ..
الأمور محفوفة بجملة من التكهنات لما بعد التسوية الدبلوماسية وعودة العلاقات فماذا ينذر ذلك؟..
هل وضعت الحرب أوزارها ؟
وهل ضمنت السعودية أمنها الداخلي ؟
لحيث وأن الإستراتيجية الإيرانية تظل عابرة للحدود مهما قيل أن من بنود التسوية هو عدم التدخل في شئون البلدان ..سيظل التدخل جاريا ولو بطريقة غير الطريقة المعهودة..
الصراع المذهبي لم يعد الشماعة التي يعلق عليها البعض فقد رأينا دعما سعوديا لامحدودا لسلطة الأئمة الزيدية المخالفين لعقيدة السلطة السعودية مابعد عام 62 وفي نفس الوقت عداوة مقيتة مع المصريين المقاربين مذهبيا للسعودية..
لندع هذه التوجسات جانبا إذا نظرنا إلى أهم مسألة مسلم بها من قبل الباحثين والمحللين هي الأمن القومي السعودية الذي لاقى تهديدا من قبل التدخلات الإيرانية..
نفس الحالة المصرية كان الخوف السعودي من إشعال فتيل ثورة مضادة داخل الأراضي السعودية يأتيها الدعم من جمهورية السلال الحليف الوفي لمصر فدعمت السعودية الملكيين وإن كانوا مخالفين في المذهب..
انسحب الجيش المصري وبجرة قلم بين الملك فيصل وعبدالناصر أنهت حرب سبع سنوات وضمنت السعودية أمنها الداخلي ..
وهذا ربما ماتسعى إليه السعودية اليوم البحث عن أمن ضامن لحدودها وأراضيها من تصدير الثورة الإيرانية ..
قطعا لانستطيع التخمين بمدى مصداقية ذلك حيث وإستراتيحية إيران عابرة لحدودها وبحارها من أين يكمن الخطر القادم..
وحتى لانقع في عواطف هواجس تردي بنا لأسوأ الإحتمالات ربما تكون ظنون ليس إلا أن السعودية ربما تتخلى عن حلفائها فبقدر ماهو وارد فهو إيضا مستبعد فأمن السعودية ليست حدودها وداخل أراضيها فأمن الخليج العربي من أمن السعودية وأمن البحر العربي وخليج عدن وباب المندب إيضا من أمن السعودية هناك تكهن واحد يجعلنا نقلق في الجنوب وهو إيجاد منفذ بحري للسعودية على بحر العرب .كيف يكون هذا المنفذ ؟
هل هو على حساب قضية الجنوب ؟
أم يدخل في إطار الإستراتيجية الخليجية لوجود دولة الجنوب ومصالح واستثمارات مشتركة دون ضم أوقضم..
عودة العلاقات الدبلوماسية أمر مفروغ منه ولكن ماذا بعد عودة العلاقات الدبلوماسية ..
هل ستنتصر الدبلوماسية السعودية في ضمان أمن الخليج والبحر العربي وباب المندب؟
أم أن السعودية تبحث عن دفع عاصفة الرياح من تحت أقدامها فقط..
هذا ماستجيب عنه الأيام القادمة.
محمد عكاشة
.