حكمة سلاطين العبادل: إذا تلابجنا على بيضة لا نكسرها

في عهده حدثت الكثير من الأضطرابات والأنشقاقات والصراعات والخلافات بين الأمراء من افراد الأسره الحاكمة في السلطنة العبدلية كادت ان تعصف بالسلطنة اللحجية العبدلية كل تلك الصراعات كانت على كرسي الحكم..وادت تلك الصراعات الى اضعاف الحكم في سلطنة العبادل في عهد السلطان فضل عبدالكريم بن فضل بن علي محسن العبدلي طيب الله ثراه واسكنة فسيح جناتة تلك الخلافات والصراعات تناولها بالتفصيل الأستاذ والقامة الوطنية رائد النهضة الفكرية والأدبية الحديثة في اليمن محمد علي لقمان رحمة الله تغشاه في كتيبة(قصة الدستور اللحجي)..والذي صدر عام ١٩٥٢م. ويعد وثيقة تاريخية هامة..ومرجع تؤرخ لفترة من اصعب الفترات التي شهدتها السلطنة العبدلية .هذا الكتيب كان من ضمن الاعمال المختارة للأستاذ لقمان التي جمعها واعد لها الدراسة الأستاذ القديرالدكتور الفاضل والشخصية الأكاديمية أحمد علي الهمداني الله يعطية الصحة والعافية وطول العمر كتاب الاعمال المختارة للدكتور الهمداني صدر في طبعتة الأولي عام ٢٠٠٥م....
الكتابة عن فترة حكم السلطان فضل عبدالكريم العبدلي رحمة الله تغشاة ومارافقها من احداث صعبة شهدتها مدينة لحج وعاصمة السلطنة العبدلية الحوطة انذاك. تعد نوع من المجازفة..في تلك الفتره عاش ابناء مدينة الحوطة عدم الأستقرار والخوف والرعب وذلك خوفاً من بطش وجبروت السلطان فضل عبدالكريم العبدلي.والذي كان يصفونه بالسلطان المتقلب.
سوف نسرد بعض المحطات وبشكل موجز عن حياة السلطان فضل عبدالكريم العبدلي بسلبياتها وايجابياتها..
السلطان فضل عبدالكريم العبدلي رحمة الله عليه من مواليد مدينة الحوطة عام ١٩٠١م وهو النجل الأكبر للسلطان عبدالكريم فضل رحمة الله علية وولي عهده..تعرض في بداية حياتة لعده محاولات اغتيال وذلك في اطار التناحرات التي كانت موجودة في بيوتات السلطنة العبدلية.حول الحكم.وكانت احدى تلك المحاولات قد افقدتة احدى عينية واثرت في نفسيتة..وجعلتة يتصرف تصرفات غير طبيعية ومنها شعوره بالنقص حيث كانت تنتابه حالات صرع وفقدان للذاكرة تجعلة في حالة هيجات.ونسيان.واعتقاد بان هناك عدد من الأمراء يقفون ضده وبتحريض من اخيه الأصغر الأمير علي عبدالكريم ويتأمرون عليه لعزله وانتزاع الحكم منه وتسليمه لاخية علي عبدالكريم ولي العهد..ونتيجة لتلك الشكوك قام باعتقال وسجن اثنين من الأمراء الامير احمد مهدي..والأمير حسن بن علي طيب الله ثراهم.. اتهمهم بالتأمر عليه ويقال بانه أمر بقتلهم وبهذه الحادثه دخلت سلطنة لحج في عهد السلطان فضل عبدالكريم في دوامة الصراعات حول كرسي الحكم في السلطنة العبدلية حيث طالبت السلطات البريطانية التحقيق في مقتل الاميرين..لم يستطع بعدها السلطان فضل عبدالكريم من الصمود ومجابهة تلك المطالب حول مقتل الاميرين المتهم بقتلهم ..وهرب السلطان فضل عبدالكريم الى تعز وتسلم مقاليد تسيير الأمور في السلطنة بشكل مؤقت الشيخ محمدعلي العقربي طيب الله ثراه حتي تم انتخاب السلطان الثائر علي عبدالكريم العبدلي الله يرحمة
الحديث عن السلطان فضل عبدالكريم يطول وحياتة كانت فيها الكثير من التناقضات والغموض..بعد اصابتةباحدي عينيه..فضل الانزواء وعدم الاختلاط..وكان الكثير من الامراء ينفرون منه ويرفضون مجالسه باستثناء عمه الأمير القمندان احمد فضل العبدلي طيب الله ثراه والذي كان يعطف عليه ويدافع عنه عند والده السلطان عبدالكريم فضل حينما كان ولي للعهد الذي كان دائما مايعنفه عن تصرفاتة وترك امور السلطنة ومساعدة والده في ادارة امور السلطنة..ولحب القمندان للسلطان فضل عبدالكريم فقد اوصى له بجميع مملتكاتة واراضية الزراعية وزوجه احدى بناتة فاطمة ...
كان السلطان فضل عبدالكريم العبدلي مولعا بالفن والموسيقي والعزف على العود متأثراً ومقلداً عمه القمندان. واتخذ دار العرائس مكانا له ومسكناً يقضى فيه معظم اوقاتة...وكان مثقفاً .واديباً واسع الاطلاع ولديه دراية بعلم الموسيقي...ويهتم بالتراث والأدب وكانت لديه مكتبة عامرة زخرت بالكتب والمراجع التاريخية والثقافية والادبية..رغم الصراعات والخلافات والتى كانت سائده في فترة حكمة الآ انه يحسب له الكثير من الاعمال والانجازات.ومن اهمها؛؛
؛؛ اعداد واصدار الدستور اللحجي عام ١٩٥١م..والذي كان يعد اول دستور متقدم في الجزيرة والخليج..
؛؛انشاء المجلس التشريعي وعيٌن اعضائه..وانتخاب الشيخ محمدعلي العقربي رئيسا للمجلس.
؛؛؛ مواصلة دعمة وتشجيعة للتعليم وارسال البعثات التعليمية لطلاب السلطنة للدراسه في عدد من الدول العربية الشقيقة..
؛؛ انشأ المجلس الزراعي والمحكمة الزراعية..
؛؛؛ شكل لجنه لتنظيم الري للاراضي الزراعية..
؛؛؛اعاد الاراضي الزراعية التي اخذها والده السلطان عبدالكريم فضل بالقوة واعادتها لاصحابها وذلك لكسب ود المزارعين ومساندتهم له في صراعاته مع عدد من الامراء..
؛؛؛ الغاء الاحتكارات لبيع التبغ والسمسم والسمك..
؛؛؛تشجيع الصحافة حيث اصدر اول صحيفة في لحج (صحيفة تبن) واسندت رئاسة تحريرها الى رائد الصحافة في لحج الأستاذ فضل عوض عوزر طيب الله ثراه.وكان الغرض من اصدار الصحيفة هو ان تكون منبر اعلامي وبوق يروج لسياسة السلطان فضل عبدالكريم الآ ان الاستاذ عوزر استطاع ان يحول الصحيفة الى انتقاد سياسة السلطان فضل عبدالكريم .حيث كانت كتاباتة في الصحيفة تتعرض للأوضاع السائدة في لحج بالنقد وتطالب بالاصلاحات مما اثار غضب السلطان فضل عبدالكريم وامر اعوانه بملاحقة الأستاذ عوزر والقبض عليه حيث احُضر الاستاذ عوزر الى الميدان القريب( والذي بُني عليه فيما بعد ادارة أمن محافظة لحج..) من قصرالسلطان فضل عبدالكريم
( كان يسمى قصر لحج الجديدة).
وتم ضربه في. ساحة الميدان كعقاب له لتمرده على السلطان فضل عبدالكريم وبعدها اغلقت الصحيفة وهرب الاستاذ عوزر الى عدن..
وهناك بعض الاعمال والتى قام بها السلطان فضل عبدالكريم وهو عدم انصياعة لبعض السياسيات والتوجيهات الأستعمارية التي ارادت السلطات البريطانية فرضها عليه..
يظل السلطان فضل عبدالكريم من قامات واعلام لحج اتفقنا معه او اختلفنا في ادارتة لامور السلطنة في لحج..فهو جزء من تاريخ لحج..
اشاد فيه الشاعر الكبير علي عبيد المحلتي الوهطي رحمة الله عليه في قصيده غنائيه وطنية قمه في الروعه والجمال عدد فيها مناقب وصفات السلطان فضل عبدالكريم فضل بن علي محسن العبدلي رحمة الله عليه وهي بعنوان
(رجائي من الرحمن يحمي الوطن*)
والحان الموسيقار الشهيد،
فضل محمد اللحجي.
وغناء الأستاذ صالح يوسف الزبيدي.
رحمة الله تغشاهم
نقطف منها هذه الابيات؛؛
رجائي من الرحمن يحمي الوطن*
من شر أهل الفتن ذي يفرحوا بالأذيّة*
ونا أسألك يا الله يا عظيم المنن*
تحفظ مليك الزمن في الحوطة العبدليه*
ففي الفضل مولانا لنا حُسن ظن*
كلّيـن ظنّــــــه حسَن أيضاً ثقتنا قويه*
هو الرأس واحنا كلنا له بدَن*
حــامي الحمى والثّكَنْ دولة شروعهْ وفيّة*
ملك ما يعادل وزن قوله ثمن *
سلطـــــــان وادي تُبن مشهور في كل فيّه*
بطــــــــاعة ولي الأمر ربك أمر *
ولّاه رب البشر حكــــــم البلـد والرعيّة*
ومَن خالف المولى صَبَح في خطر *
يجلب لنفسه ضرر رعوي يعـاند وليّه *
نصيحة من الشاعر خبر مختصر*
حوكوا و روزوا الخبر يا اهل العقول الذكيه.*
سلاااااام
مع تحيات.
محسن كرد..
.