إذا لم تكن مسئولية اي سلطة هي أمن المواطن والحفاظ على حياته فما هي مسئوليتها؟
محافظة شبوة أسوأ محافظة امنياً رغم كثرة المسميات العسكرية (الأمنية والدفاعية) والأطقم المسلحة (الاستعراضية) والنقاط المنتشرة للجباية المقننة والغير مقننة، وترديد السؤال الممل (شي معك سلاح؟)!
الحقيقة أن وضع شبوة مأساوي من جهة السلطة المتهاونة والمتفرجة ومن القبيلي المستهتر الذي أمن العقوبة والملاحقة من القانون لأنها لاتوجد سلطة تنفذه.
الثأر ياسادة هو معول الهدم في جدار المجتمع والعقبة الكأداء في طريق اي تقدم، الثأر يمنع الطالب من المدرسة والموظف من عمله والمريض من المستشفى وصاحب الحاجة من السوق! الثأر يقتل المجتمع ويدمر مستقبله.
هل تصدقون أن مراكز شرطة في مديريات مغلقة؟ وأن مديريات لايوجد فيها شرطي واحد؟ وإن وجد في بعضها مركز وحدث حادث لايحرك ساكن؟
بريطانيا ايام حكمها عملت في كل قرية مركز شرطة لتأمين حياة الناس وحل مشاكلهم، وفي ظل السلطة (الوطنية) أُغلقت مراكز الشرطة نهائياً.
كل يوم تحصل مشاكل في المديريات بين الناس ويصل بعضها إلى إطلاق النار والقتل، ولاتسمع حس لتحرك السلطة والأمن!! الذي يتحركون هم المشائخ والأعيان يحاولون تهدئة النفوس قدر استطاعتهم.
الحقيقة أن الإنسان يتعجب من هذا الوضع المزري عندما تشاهد ضباط ونياشين ورتب لأجل الراتب فقط اما المواطن يروح في ستين داهية.
التحجج بشحة الإمكانيات عذر أقبح من ذنب لأن حراسة المسئول الواحد أو الضابط تكفي لتأمين مديريات وليس مديرية واحدة! لدية الأطقم المسلحة والحراسات المدججة بالمعدلات والعيارات والرشاشات وحتى القنابل اليدوية ويمكن يحملون (سلاح نووي) من يدري؟ !! الله المستعان عليهم.
تلخيص وضعنا في شبوة بإختصار:
قضايا الناس بيد المشائخ للتحكيم، أحكام جاهلية بعيدة عن الشرع والقانون يصاحبها (أتاوات) حكامة بالملايين! وياريت انها تنتهي الا في ماندر، (لا نعمم توجد قضايا إنتهت).
وبعضها ترحل بعد دفع عشرات الملايين (لوم) إلى أجل مسمى (سنة واحدة) ليعود الثأر من جديد.
ولولا وجود بعض الخيرين الذين يسعون ويصلحون بين الناس بدون مقابل لكان الوضع أسوأ من الواقع السيئ.
لابد من وضع معالجات لهذا الداء المزمن المتجدد، وعلى السلطة القيام بواجبها الذي تأخذ مقابلة رواتب وصرفيات ونثريات و(حق بن هادي).
ومن أهم الأولويات فتح مراكز الشرط في المديريات ورفدها بالافراد والمعدات اللازمة وفرض منع حمل السلاح في المدن وفرض السكينة العامة اذا لم تستطع تطبيق القانون، ومعالجة قضايا الناس اليومية بالتعاون مع الوجاهات المجتمعية.
أمن الإنسان اهم مافي حياته لأن الخائف لاينتفع بشيء ويكون عالة على غيرة، مثلما هي سلطتنا عالة على المحافظة.
ولمعالجة هذا الوضع القذر نورد مقترح لعله يجد من يتبناه:
١- تشكيل لجنة عليا في المحافظة لإصلاح ذات البين من الوجاهات النزيهة لمعالجة ماتستطيع من قضايا الثأر.
٢ - تشكيل لجان مديريات تعمل على حل هذه القضايا وتستعين بلجنة المحافظة في القضايا التي يكون أطرافها في مديريات أخرى.
٣ - يتم تشكيل هذه اللجان بقرار رسمي من المحافظ ومدير الأمن ويعمل لها ميزانية من دخل المحافظة التي تهدر في غير محلها.
٤ - تستعين هذه اللجان بأجهزة الأمن لفض الاشتباكات والقتال الذي يحصل بين المواطنين.
في الختام لابد من مطالبة السلطة بالقيام بواجبها، حياة المواطن وأمنه اهم من كراسيهم ومواكبهم.
عبدالله سعيد القروة
٦ مارس ٢