اسم اليمن أوقعه في لعبة الأمم

مهما عملت وقدمت من دعم وعون دول الجوار لـ(اليمن) لإحتوائه لكن تظل المشكلة في (اسم الجهوية اليمانية) فمربع اليمن متقاطع في لعبة الأمم مع دول الجزيرة والخليج (رغما عنه) مذ أن غير الامام يحيى اسم مملكته المتوكلية الهاشمية إلى المملكة المتوكلية اليمنية عام1930م حيث بدأت المشاكل حول تعريف هذا المسمى وحدوده وتاريخه وكانت أهم الأحداث حرب عام 1933 بين اليمن والسعودية وهما دولتان متقاربتان في النشأة المملكة العربية السعودية عام 1932 (الدولة السعودية الثانية ) واليمن عام 1918 باسم المملكة الهاشمية ثم المتوكلية اليمنية عام 1930م .

لاشك أن الإمام يحيى وهو زعيم ملم وعلى مستوى علمي جيد أدرك الخطأ ووقع ماسمي بمعاهدة الطائف مع الملك عبد العزيز عام 1934 متراجعا عن تعريفه (اليمن) لكن تمسك بالاسم الذي أشار به مستشاره محمود بك وتاجر اسمه حبشوش ولذا ظلت لعبة الأمم ومهمة اليمن فيها قائمة ولم تسعفه حنكته فقد توالت عليه النكبات ومنها انقلاب الإخوان المسلمين عام 1948 والذي أودى باغتياله ثم سلسلة الانقلابات والخلافات التي عانى منها ولي عهده الامام أحمد بن يحيى ومنها خلافات العائلة الحاكمة وتوجت تلك الانقلابات في 26سبتمبر1962 بإعلان اول جمهورية نشاز في (منطقة لاتقبل بهكذا اسم) وما تبعها من اضطرابات وحروب وفي هذا الخضم المضطرب جاء وقت استقلال الجنوب العربي في أوج الانقسامات العربية_ العربية والحرب الباردة بين معسكر الاتحاد السوفييتي ومعسكر الولايات المتحدة الأمريكية ولأسباب مختلفة كان الاستقلال من نصيب فريق من الشباب الجنوبي المتحمسين للقومية العربية والوحدة العربية وغيروا اسم الجنوب العربي إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لقلة خبراتهم السياسية ومحدودية تعليمهم وبهذا فقد وقعوا في هذا المربع المضطرب بالخطأ منذ 30نوفمبر 1967 لفترة 23سنة لقلة خبراتهم السياسية وظل الجنوب العربي تحت (وصاية اليمن وقيد الملاحظة ) في مربع معاكس مع محيطة وكانت نهاية هذا الخطأ الكارثة التي يعاني منها شعب الجنوب مذ احتلال بلاده عام1994 ..بينما مربع الجنوب العربي في نفس (اللعبة) متكامل ومتعاون مع دول الجزيرة والخليج العربي في كل الظروف وبنفس مربع دول الجزيرة والخليج الدولي .. وبدون شك كان يفترض بالعرب وجامعتهم العربية زجر الظالم وردعه في حربه الظالمة على الجنوب صيف 1994 ومساعدة شعب الجنوب العربي في تصحيح ذلك الخطأ الذي لوقدر أن تم ذلك لما حدثت الكثير من الازمات والصراعات بل ولماكان التحالف العربي بحاجة لعاصفة الحزم التي مضت عليها من السنيين ثمان عجاف على الجميع ووفيرة المحصول على عصابات باسم (شرعية ) بعد أن أمسى (الوصي اليمن نفسه تحت الوصاية بموجب الفصل السابع ) وذلك دفع التحالف مضطرا للتعاون معها باعتبارها اخف الشر واستثمرت الحرب واغتنت منها باسم الشر عية ( الاولى والثانية) وهي تؤدي دورها المرسوم في قواعد اشتباك لعبة الأمم الشهيرة .

الباحث/علي محمد السليماني