لا يبدو المشهد في اليمن والجنوب العربي والمنطقة مطمئنا رغم تسريبات لمفاوضات تتحدث عن اتفاق أمست موانئ الحوثيين أنصار الله بموجبه مفتوحة تدخلها السفن بمختلف أنواعها واحجامها ويحرم تفتيشها مما يشير أن السعودية صرفت النظر كليا عن الحوثيين ومشروعهم واتجهت بقلق نحو الجنوب العربي لتنفيذ شروطهم بتسليمه لهم وهي ايضا نفس شروط حزبي الاصلاح الإخواني والمؤتمر الشعبي وقوات درع الوطن وانقسامات الجنوبيين ادوات مساعدة لإعادة الجنوب القبضة اليمنية. وذلك في المحصلة النهائية أن تم سيؤدي إلى سيطرتهم وحليفتهم إيران على خطوط الملاحة التجارية في مضيق هرمز والبحر العربي ومضيق باب المندب والتحكم بالقرن الأفريقي وهو تصرف سيؤدي إلى إرباك المشهد السياسي الدول في المنطقة المضطربة أشد الاضطراب من سوريا وفلسطين ولبنان الى اليمن والجنوب العربي مرورا بالعراق والى بنغازي ليبيا في شمال افريقيا.
وبدون شك تصرف التحالف العربي على هذا النحو جاء بعد مرور تسع سنوات حرب وقعت السعودية خلالها في مستنقع (يمني) معتاد وبهذا أضحت المنطقة على كف عفريت مالم يكن مايجري بداية لحلول شاملة لكل الملفات العالقة مازالت تختمر في دهاليز الدول وهو احتمال ضعيف ولكن يظل قائما.
وفي هكذا اضطراب يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي التقاط الفرصة السانحة باحكام السيطرة على عاصمته وطرد أو حتى اعتقال تلك العناصر اليمنية التي فرضت وجودها الشقيقة السعودية بعد اكتشاف الترتيبات القاتلة للجنوب وشعبه كما يجب استيعاب من يرغب من الجنوبيين من مايسمى بقوات ( درع الوطن) في القوات المسلحة الجنوبية وطرد منتسبيها الشماليين.. بل ويجب إعادة النظر في بقاء معسكرات التحالف في ارض الجنوب العربي بعد اعترافه بالحوثيين وتحسين علاقاته بداعميهم فقد زال الخطر الذي كان يشعر به من تمدد إيران واذرعتها وقد يظهر تحالف دولي جديد لدول متضررة مناهض لتوسع إيران واذرعتها للسيطرة على ممرات مصالحها الدولية عبر مضيق هرمز والبحر العربي وباب المندب وفي القرن الافريقي بعد هزيمة التحالف العربي المدوية.
الباحث /علي محمد السليماني