كلما أرتفعت وتيرة التحدي في خطاب رئيس مجلس القيادة ، كلما أدركنا أن الأطراف المتباحثة ،وليس منها الشرعية إقتربت من التوصل إلى صفقة تجديد هدنة وما هو أبعد من الهدنة ، وأن إرتداء العليمي وشاح القوة وتهديد الح وثي مجرد تنفيس عن عجز ووضع عسكري مُحبِط.
ماقاله رئيس المجلس أثناء لقائه سفراء الإتحاد الأوروبي في عدن اليوم الثلاثاء ، تسويق أمنيات لا تدعمها وقائع الأرض ، حيث الجيش مازال مخترقاً من عدة جهات غير وطني ومليشاوي التكوين ،والفساد سيد الموقف والقيادات العسكرية في غالبيتها مزدوجة الولاء ، ووزارة الدفاع مجرد وزارة ظل ، مقارنة مع مرجعيات حزبية قبلية دينية تمتلك حق التوجيه وإصدار القرار.
الحديث المرسل والخطاب المستهلك لا يصنع وقأئعاً ميدانية ولا يعيد صياغة التوازنات ،كما لا يرمم إطار سلطة تهشمت داخله صورة مصداقية الحكم ، وجديته في دحر الإحتلال وإستعادة بسط السيطرة ، وتقديم النموذج الجاذب في المناطق المحررة.
كان أولى بالعليمي قبل أن يرفع قبضته ويلوح بها في وجه الح وثي من داخل الغرف المكيفة ، أن يسوي بيته الداخلي من ترميم الإنشقاقات السياسية في الرئاسي ، إلى إعادة توزيع مسارح العمليات بتغيير القيادات غير المحترفة ،وسحب الجيوش من المدن إلى الجبهات المتماسة مع الح وثي ،كقوات المنطقة الأولى الخارجة عن الخدمة والعاطلة على العمل.
إن فعل العليمي كل هذا فهذا وحده رسالة للح وثي بالغة التحدي مفعمة بالإصرار واضحة الدلالة ، بأن هناك إنعطافة قادمة وأن هناك جدية تحدث.
السلام غير المسنود بالقوة ليس أكثر من توقيع صك إستسلام بلا مكاسب وعلى بياض.
نعرف أن الح وثي لا يسعى لسلام الشجعان ، ولكن ما نعرفه أكثر أن ليس هناك في الضفة المقابلة ، من شجعان وإرادة سياسية يفرضان عليه مثل هكذا سلام.
الخطابة وحدها لا تغير شيئاً على الأرض.
ملاحظة على الهامش:
حديث العليمي مع السفراء حول “تحسين الأوضاع المعيشية ،وتأمين سُبل العيش” للمواطنين ، في مدينة غارقة في الظلام وجرعة مدمرة وتجويع ممنهج، هي الأُخرى كذبة كاشفة عن مشاعر ميتة وإغتراب وفصام ، ورجل لا يعرف كيف يكون صادقاً مع من يُفترض أنهم شعبه لا رعاياه.
خالد سلمان