يقول السلفي: يجب أن نحكم بالإسلام
قلت: ما هو النظام الإسلامي الذي ستحكم به ؟..أعطني نموذج لكيفية حكم الناس بما يتماشى مع مبادئ الإنسان الحديث..
قال: ولماذا لا يتماشى الإنسان الحديث مع الإسلام؟
قلت: ياأخي عرّف لي النظام الذي تقصده أولا كي يعرفه الإنسان الحديث..كيف تطالب شخص باتباع ما يجهله؟
قال: أنا أطالب بالخلافة
قلت: هذا نموذج واحد من ضمن عشرات النماذج لحكم الدول، توجد أنظمة أخرى ملكية وأوتوقراطية وليبرالية وتوتاليتارية ويسارية..إلخ..الذي ثبت بالتجربة أنه سئ أدى لتخلف الناس وتفكك الدول هي الأنظمة (الملكية والأوتوقراطية وتوتاليتارية والثيوقراطية)
قال: ماذا يعني هؤلاء؟
قلت: الملكية أي توريث الحكم أبا عن جد ، والأوتوقراطية يعني النظام الدكتاتوري كل شئ في سلطة رجل واحد ، والتوتاليتارية يعني الدولة الشمولية التي تتدخل في أغلب نواحي الحياه الشخصية والعامة للفرد كالنظام العسكري والشوفيني والقومي، أما الثيوقراطية أي المتحدثة باسم الرب والسماء..الحاكم فيها هو وكيل الله على البشر..
قال: الحمد لله..الخلافة لا تقول بهذه الأمور الأربعة..لدينا مبايعة وشورى
قلت: ألستم تقولون أن الخليفة هو حارس الدين؟..ولا يُعزل سوى بجماعة الحل والعقد التي تمثل فقهاء الإسلام الغير منتخبين من الشعب؟
قال: نعم
قلت: هذا يعني ثيوقراطية..وألستم تقولون بصحة خلافة الدول الأموية والعباسية والعثمانية؟
قال: نعم
قلت: هذه ملكية..وألستم تقولون أن الخليفة هو أعظم وأكبر سلطة بوصفة حارسا للدين؟
قال: نعم
قلت: هذه أوتوقراطية..وألستم تقولون بتطبيق الشريعة المنصوص عليها في الفقه؟
قال: نعم
قلت: هذه توتاليتارية..
أي في المحصلة نظام الخلافة يضم أسوأ ما تعارف عليه البشر من أنظمة الحكم المتخلفة، وتطبيقها الآن لا يكتفي فقط بإشاعة الفوضى وتفكك الدول، بل بتدمير الإنسان نفسه وتحويله إلى كائن همجي لا يعرف سوى لغة السلاح من أجل البقاء..ستظل تدافع عن نفسك وخليفتك حتى تنتهي..ولن تجد فرصة أبدأ لكي تتصور نظام خاص بك للبناء..هذا لو نجحت في تصوره..
أما الأنظمة الأخرى الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية بكافة فروعها وتجاربها الخاصة هي حرام عندك، رغم أن أكثرها (نجح) في بناء حضارة ..فلو كنت تتبع الرسول فعلا عليك أن تبحث عن ما ثبت نجاحه بالتجربة، ليس بالضرورة أن تستنسخه 100% عندك خصوصيات ضرورية ..لا مانع، أما نظام الحكم يجب أن يتلافى كل الأخطاء التي وقع فيها البشر..
#نقد_الموروث..
*- سامح عسكر.. من صفحة الكاتب
القاهرة
.