الإخوان يسقطون ثوابتهم الوطنية

2022-12-29 17:07

 

دائما والإخوان وفي كل جولة من جولات كيدهم ومكرهم ضد الجنوب تنقلب عليهم حسرة ووبالا، وقد كان ذلك مشاهدا في جولات كيدهم ومكرهم إقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ محافظة عدن، ثم حربهم ضد تأسيس وإشهار كيان المجلس الانتقالي الجنوبي، ثم حربهم ضد قوات المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية في العاصمة عدن، ثم حربهم في شقرة، ثم إسقاط مديريات بيحان في شبوة بيد ميليشيات الحوثي، ثم تمرد لعكب في محافظة شبوة، نجد أن كل جولات كيدهم ومكرهم تلك للإيقاع بالجنوب وقضيته قد انقلبت عليهم حسرة ووبالا.

 

وبإذن الله أن مكرهم وكيدهم هذه المرة في شق وفصل الجنوب عن بعضه البعض من خلال ترويجهم لمشروع استقلال دولة حضرموت وتأييدهم لذلك المشروع سوف ينقلب عليهم هو أيضا حسرة ووبالا وسيتحول لصالح الجنوب وقضيته بسيطرة قوات النخبة الحضرمية على وادي وصحراء حضرموت وطرد ميليشياتهم منها .

 

دول الإقليم والعالم يراقبون بشكل مستمر وبدراسة استراتيجية الوضع السياسي والعسكري والإقتصادي في اليمن ، ومن خلال ما آلت إليه الأوضاع بسبب الحرب التي تدخل بداية عامها التاسع وما أنتجت عنها من مطالب سياسية لمشاريع سياسية جديدة ظهرت على السطح سيحاولون بناء حلولهم لإنهاء الحرب وإحلال السلام الدائم في اليمن من خلال تلك المآلات  .

 

وبتبني حزب الإصلاح اليمني الإخواني هذه الأيام مشروع دولة حضرموت المستقلة فأن هذا التبني سيسهل مهمة المجتمع الدولي في إيجاد الحل المناسب لتعقيدات الحرب في اليمن ، ولايعني هذا استجابة المجتمع الدولي لمشروع الإخوان في جعل حضرموت دولة مستقلة ، فهذا بعيد المنال عنهم ، لحيث وأبناء حضرموت قد فجروها واشعلوها في رد ذلك المشروع الإخواني في وجوههم وفي وجه ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى بمليونيات ومظاهرات شعبية أنهم مع دولة الجنوب المستقلة من المهرة وحتى باب وأنهم ضد تواجد ميليشيات الشمال في حضرموت .

 

وأنما سيظهر ذلك ويثبت  تنازل حزب الإصلاح الإخواني عن ما كان يتمسك به من مبادئ وثوابت وطنية يمنية ، كالتمسك بمشروع الوحدة اليمنية الفاشل ومخرجات الحوار الوطني واليمن الإتحادي ذات الأقاليم الستة وكذلك المبادرة الخليجية ، وأيضا عن عاصمتهم صنعاء ،  وسقوط وقلع كل تلك الثوابت الوطنية اليمنية من جذورها ، التي بسقوطها وقلعها من جذورها بالمطالبة بدولة حضرموت المستقلة فأنهم لايستطيعون بعد ذلك العودة للمطالبة بها مرة أخرى ، وأن عادوا فأنه لايسمع لهم ولا لمطالبهم ، لحيث واستمرار وإصرار حزب الإصلاح الإخواني المطالبة بمشروع استقلال دولة حضرموت المدعوم سياسيا وماليا وعسكريا وإعلاميا من الحزب وقيادته وعملائه سيظهر للمجتمعين الإقليمي والدولي عن رغبة جميع القوى السياسية اليمنية المتصارعة  في الفكاك عن دولة الجمهورية اليمنية التي تكونت في 22مايو 1990 م ، هذه الرغبة اليمنية في الفكاك عن دولة الجمهورية اليمنية ستسهل مهمة المجتمع الدولي في التقدم بالخطوة الأولى للحل وهي فك الارتباط بين الشمال والجنوب بحدود عام 1990م ، ويكون ذلك لأن الحوثي قد استقر في سيطرته على جغرافية الشمال ولديه سلطات الرئاسة والحكومة ومجلس النواب وشعب مستقر تحت سلطتهم ومعترف بهم ، هنا لاتوجد إشكالية أمام دول الإقليم والعالم من أن يكون الاعتراف بدولة الحوثيين المستقلة كجزء من الحل .

 

 ثم ستتجه نظرة المجتمع الدولي إلى جغرافية الجنوب وكيف سيبني حلوله السياسيه فيه ، الذي وبكل تأكيد سترجح كفة الحل نحو الاعتراف بدولة الجنوب المستقلة بحدود 1990م ، كون الاعتراف الدولي والأممي بها وبعلمها وبجغرافيتها وبسيادتها كان مازال قريبا ، وكون النضال الشعبي الجنوبي للمطالبة باستعادتها قد ثار قبل عشرات السنين ومازال يثور ، وأيضا كون السيطرة العسكرية الجنوبية على جميع محافظات الجنوب قد أوشكت على الاكتمال بتحرير وادي وصحراء حضرموت بإذن الله ، على عكس الاعتراف بدولة حضرموت الذي ساق هذا المطلب حزب الإصلاح الإخواني للتشتيت على مطلب استعادة دولة الجنوب المستقلة من المهرة إلى باب المندب فقط لاغير ، وهي محاولة فاشلة لن يكون لها صدى لا داخليا ولاخارجيا ، وأيضا كون ميليشياتهم التي يحاولون الاستقواء بها في طريقها إلى الهزيمة والشتات والطرد .

 

على ضوء ذلك تكمن مهمة الانتقالي الدبلوماسية والعسكرية ، وهي الإسراع في تنوير المجتمع الدولي بتنازل حزب الإصلاح  الإخواني عن ثوابته الوطنية اليمنية التي سبق وتمسك بها في ظل سلطة ماكانت تسمى بالشرعية اليمنية ، وتبيين رغبته في الفكاك عن دولة الجمهورية اليمنية المتكونة في 22مايو 1990 م وأن كل تلك تعد في حكم السقوط والمنتهية بعد توجه حزب الإصلاح اليمني إلى المطالبة بدولة حضرموت المستقلة ، كما يجب على الانتقالي أن يعد قواته العسكرية من أجل تحرير وادي وصحراء حضرموت في اسرع وقت ووضع المجتمعين الإقليمي والدولي أمام أمر واقع الاعتراف بدولة الجنوب المستقلة.

 

عادل العبيدي